ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الخميس، 6 مارس 2014

المصري اليوم- دنيا العجائب -,

رويت لحضرتك فى مقالى الأخير قصة استقالة عالمة الذرة التى وصلت إلى أعلى المناصب ثم قدمت استقالتها حتى تتفرغ للعناية بفلذة كبدها طفلها الصغير الذى أصيب بمرض غامض! وتلك الحكاية أراها طبيعية ولا تدخل فى دنيا العجائب، وأنت إذا سألت أى امرأة فى الدنيا شرقاً أو غرباً فستقول لك على الفور ابنى أغلى ما فى حياتى ويأتى بالمرتبة الأولى من اهتماماتى وحبها هذا يفوق أى حب آخر تعرفه!
ويدخل فى دنيا العجائب أن يتهم البعض سيدتى التى تتفرغ لرعاية بيتها وزوجها وأولادها بأنها عاطلة فهى تقوم بمهمة جليلة وصدق من قال: «المنزل مملكة المرأة»!
وكلامى هذا لا يعنى أننى اعترض على عمل حواء فهذا قول سخيف وصدق أو لا تصدق إسلامنا الجميل يعتبر عملها أحياناً بمثابة واجب بل فرض عليها، فهى مطلوبة جداً فى التخصصات النسائية وكل ما يخدم النساء، فلا يعقل مثلاً أن يأتى «آدم ليقوم بالتدريس فى مدارس البنات»!
وهناك ما يدخل فى دنيا العجائب لكنه أصبح واقعاً فى حياتنا مثل تصفيف شعر السيدات وهو أمر برع فيه الرجال بينما تأت المرأة درجة ثانية مع أنها من المفترض أن تكون «البريمو» وذات الأمر ينطبق على الأزياء والموضة، وهذا تقليد مستورد من الغرب، ويلقى ترحيباً من «سى السيد» أو عقلية الرجل الشرقى الذى يريد أن تكون المرأة خاضعة له تماماً حتى فى أخص خصوصيتها.
ومن المجالات الأخرى التى يجب أن تعمل فيها المرأة، تلك التى تثبت أنها متفوقة وجديرة بالعطاء فإذا كانت شاطرة فى مجال ما فمن حق المجتمع أن يستفيد من شطارتها، وكذلك إذا اتفقت مع زوجها على العمل مع العلم أن علماء الإسلام الثقات قالوا إن ما تكسبه سيدتى ملك لها وتنفق ما تكسبه على بيتها بإرادتها الحرة وليس إرغاماً من سى السيد! ويجوز بالطبع أن تعمل قبل زواجها. والمرفوض فى هذا المجال أمور ثلاثة وهل يرضيك أن تعمل لملأ فراغ حياتها. وهى بالتأكيد لن تقدم شيئاً مفيداً للمجتمع وهى بتلك العقلية! وكذلك عليها أن تعرف أنها مختلفة عن الرجل فى طبيتها فلا عمل فى تلك المجالات التى لا تتفق مع تكوينها، مثل الأعمال الشاقة والأهم ألا يكون عملها على حساب بيتها حتى لو وصلت إلى أعلى المناصب بالدولة وهذا حقها، لكن المرفوض أن يأتى بيتها درجة تانية لأنها مشغولة قوى فى عملها. وما أقوله لحضرتك أراه من الفطرة الإنسانية السليمة ويدخل فى دنيا العجائب أن نرى غيره فى حياتنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق