ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

السبت، 7 فبراير 2015

حوار مع حائر - أخبار اليوم,

سألني صاحبي: عايز أعرف سر الارتباط الشديد بينك وبين والدك الراحل احسان عبدالقدوس رحمه الله مع أن كلا منكما مختلف عن الآخر تماما.. فهو ينتمي إلي التيار الليبرالي وأستاذ لا يشق له غبار في كتابة القصص بينما حضرتك تنتمي إلي التيار الإسلامي الذي يدعو إلي التشدد!قلت له سؤالك يا صديقي غلط من أساسه، فأنا والحمد لله لست بمتشدد أبدا وأعشق الحرية ومن أجلها ضحيت كثيرا وذهبت وراء الشمس مرات عدة!! ثم إن إحسان عبدالقدوس هو أبي وتاج راسي وحبيبي، ولم أنظر إليه أبدا علي أنه كاتب ليبرالي أو عنده موهبة كبيرة في كتابة القصص! فالعلاقة بيننا أعمق من وذلك بكثير، واسلامنا الجميل أوصاني بأبي وأمي.. وانتمائي للتيار الإسلامي في مطلع شبابي زاد من ارتباطي بهما وليس العكس.وأضفت قائلا لصاحبي: وإذا جئنا إلي تفكير والدي حبيبي فستري أن كثيرا من الناس فهموه غلط!! خذ عندك مثل تعبيره "تصبحوا علي حب" الذي أدي إلي أزمة ووقف الكلمة التي كان يلقيها بالإذاعة في منتصف الخمسينيات من القرن العشرين الميلادي: لقد اتهموه بأنه خرج علي التقاليد بتلك التحية التي ابتدعها بدلا من ان يختم حديثه بالتعبير المتداول "تصبحوا علي خير"، وقال البعض إنه يدعو إلي الانحلال بكلامه هذا! فهي دعوة للشباب للخروج علي طاعة الأهل وأن تمشي البنت علي حل شعرها باسم الحب الذي يدعو إليه إحسان عبدالقدوس!!وقلت له: أبي كان إنسانا سابقا لعصره وبعيد النظر فتعبير تصبحوا علي حب أشد ما تحتاج إليه بلادي في هذه الأيام بالذات بعد مرور ستين عاما علي تلك الكلمة التي أطلقها والدي رحمه الله.وقلت لصاحبي: نفتقد إلي الحب في حياتنا وانظر حولك لتتأكد من ذلك.. الكراهية والبغضاء والتشاحن تسود مجتمعنا للأسف والاحترام المتبادل أصبح مفتقدا! فإذا نظرت إلي العمل تجد قلة فقط هي التي تخلص في عملها وتحبه ولذلك فنحن محلك سر بين الأمم! والسياسة تسودها لعبة المصالح، بينما حب الوطن مجرد كلام أجوف عندهم! والإرهاب الذي نراه سببه الأول فقدان الانتماء. ولا يعقل ان نجد إنسانا يحب وطنه يحمل سلاحا ويعمل علي قتل المصريين سواء من رجال الأمن أو الناس العاديين! والمطلوب من الدولة ان تواجه هؤلاء بقوة وفي ذات الوقت تسمح بالمعارضة السلمية ولا ترفضها! ومن واجبها أن تسارع بإطلاق سراح سجناء الرأي الذين لا صلة لهم بالإرهاب فلا أحد يحتكر حب مصر، وفي النظام الديمقراطي يمكن لكل مواطن التعبير عن حبه لبلاده بطريقته ما دام بعيدا عن العنف! وهكذا تجد تعبير تصبحوا علي حب مطلوب جدا وانزاله علي واقع بلادنا أمر ضروري إذا اردنا انهاء هذا الانقسام السائد في مجتمعنا.. وعيب جدا ان يفهم البعض الحب الذي دعا إليه احسان عبدالقدوس علي انه دعوة للغرام والهيام!! فهذا خطأ فادح.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق