سين وجيم, الجامعة الجديدة تؤكد الإستبداد السياسي

أظن إن عنوان مقالي لفت نظرك وأنت تتساءل عن العلاقة بين إنشاء جامعة جديدة تحمل إسم ملك السعودية الراحل عبدالله وبين الإستبداد السياسي الجاثم علي أنفاسنا? والإجابة إن الطريقة التي تم بها هذا الأمر لا يمكن أن تجدها في أي دولة "محترمة".. ففي لقاء جمع بين السيسي وأنصاره نادي علي وزير الدفاع فوقف "إنتباه" وطلب منه أن تكون مباني الجامعة جاهزة في أسرع وقت ممكن، وسيكون مكانها في سيناء فوق جبل الحلال!! فرد بلهجة عسكرية : حاضر يا افندم!
وفي الدول "المحترمة" تجد هذا الأمر من إختصاص المسئولين عن التعليم دون غيرهم سواء أكانوا من الحكومة أو القطاع الخاص! وأي جامعة في الدنيا تحدد أهدافها مقدما والغرض منها والطلاب الذين ستقبلهم قبل بناء "أي طوبة" بها. ولكن عندنا حدث العكس تماما، فقد تم هذا الأمر بفرمان من قائد الإنقلاب وممنرع مناقشته وهو الذي إختار لها الإسم، بل إن الجامعة كلها ستقام لهدف بعيد عن التعليم وهو إطلاق إسم ملك السعودية الراحل علي المشروع! ثم ما دخل العسكر في بناء الجامعة وهو أمر يدخل في صميم الأعمال المدنية? هل لإن الجامعة ستقام في منطقة العمليات بسيناء حيث الكر والفر بين الجيش والإرهابيين? وأسألك بالذمة ده كلام? كيف تقام جامعة في منطقة غير آمنة قد يكون الطلاب من الضحايا? الإجابة بلادنا خاضعة لحكم لا عقل له ولا منطق.