حوار مع حائر - أخبار اليوم,

غدا ذكري الوحدة بين مصر وسوريا سنة ١٩٥٨ يعني منذ ٥٧ عاما .. كانت المناسبة فرحة عامرة لم تستمر  طويلا فبعدها بثلاث سنوات فقط  وقعت الكارثة  وكان الانفصال وبمناسبة هذا الموضوع دار حواري مع صديقي  الحائر في البداية اتفقنا علي أن  الوضع السوري حاليا مصيبة بحق وحقيقي فالحرب الأهلية تطحنها لكننا اختلفنا في اسباب ذلك فهو يري ان التيار الاسلامي  هو السبب : قلت له يا شيخ حرام عليك !  هل يمكن تبرئة نظام بشار الاسد من الدماء التي سالت وتسيل حتي الآن .. أنه حكم طائفي واليد العليا  فيه لطائفة العلويين وهم جزء من الشيعة  وكان من الطبيعي أن يثور أهل السنة والاكراد علي حرمانهم من خيرات بلدهم  وزاد الطين بلة دخول التيارات المتطرفة علي الخط وهكذا تجد الشام تعيش أوضاعا دامية ويبدو  أنه لا مخرج منها حتي الان خاصة ان للدول الكبري وايران والعدو الاسرائيلي لهم  مصالحهم وعملاؤهم فلم يعد الأمر مجرد صراع داخلي !قاطعني صاحبي قائلا : ولماذا تجاهلت حزب الله بقيادة نصر الله قدوتك ومثلك الأعلي الذي هتفت يوما باسمه ... انه يحارب جنبا  الي جنب  مع الاسد وهو من الاسباب الاساسية لاطالة الحرب الأهلية هناك : خليك يا عمنا حقاني وعليك ان تدين حبيبك  بوضوح وصراحة ولا تتستر عليه اذا أردت ان تكون حقاً انسانا موضوعياقلت له : وأنت كلامك لا يمت  إلي الموضوعية  بصلة عندما  وصفت نصر الله بأنه حبيبي وقدوتي : لا ياحبيبي ده كان زمان عندما  كان حزب الله يحارب الصهاينة بشجاعة ويصيبهم بخسائر فادحة أما  الآن  فقد سقط من عيني بعدما تورط في الخرب الأهلية بسورياوانتقل  حوارنا إلي الموضوع الأساسي وهو أسباب فشل الوحدة بين مصر وسوريا واتفقنا علي انه كان «اتحاداً فوقيا» ويعني لا علاقة للشعوب  به وتم علي   عجل ودون تخطيط أو مهلة كافية لكن اختلفنا بعد ذلك كالعادة فهو يري ان حلم الوحدة العربية لن يتحقق إلا في المشمش بل أن بعض الدول العربية مهددة بالتفسخ من داخلها وانظر الي ما يجري  في العراق وسوريا وليبيا لتتأكد من ذلك.قلت معلقا علي كلامه : السبب يا صديقي الاستبداد السياسي الذي يحكم بلاد أمجاد يا عرب أمجاد من المحيط  الهادي إلي الخليج الثائر بتعبير صوت العرب أيام زمان ! وعندما تشرق شمس الحرية وتنهض الديمقراطية ببلادنا ستري   الأمر وقد طرأ عليه تغيير جذري وستبدأ البلاد العربية في التقارب  من جديد وينتهي الأمر بإذن  الله  بوحدة  شاملة خاصة أن العرب تجمعهم صفات عدة مثل الدين واللغة والتاريخ المشترك وهكذا تكون الأمة العربية مثل أوربا التي بدأت معنا عام الوحدة سنة ١٩٥٨ لكن لأن فيها ديمقراطية حقيقية والشعوب لها الكلمة العليا فقد قطعت خطوات واسعة نحو التكامل برغم الاختلاف الشديد بين شعوبها والحروب التي جرت بينهم وقد أوشكت حاليا علي أن تكون أمة واحدة برغم كل جراح الماضي وعقبالنا يارب.