ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأحد، 18 نوفمبر 2012

أولاد البلد - الوفد, الدكتور البرادعي مختلف عن سعد زغلول

بمناسبة عيد الجهاد أعترف لحضرتك أنني حاولت أكثر من مرة عمل مقارنة بين الزعيم الخالد سعد زغلول، والدكتور محمد البرادعي المعارض الشهير ورئيس حزب الدستور، وفي كل محاولاتي أخرج بنتيجة مؤادها البرادعي ليس سعد زغلول القرن الـ 21 الميلادي!
ومن حقك أن تسألني: وما الذي دفعك أصلاً إلي تلك المقارنة؟.. والرد أنني ظننت - وبعض الظن إثم - أن لهما ظروفاً متشابهة، والحق يقال إن زعيم الوفد استطاع بحق تغيير نفسه وشخصيته، بينما فشل رئيس حزب الدستور في ذلك!
وهذا الكلام بالطبع يحتاج إلي شرح، وإذا تابعنا سيرة قائد ثورة 1919، فستجد أن شخصيته كانت مختلفة تماماً، كان يعيش عيشة الباشوات بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معني.. فهو متزوج من ابنة أحد أعرق العائلات المصرية، وأبوها كان رئيساً للوزراء في عهد الإنجليز لمدة طويلة، ولعلك لا تعرف أن سعد زغلول كان وزيراً للعدل قبل ذلك التي كانت تسمي بـ «الحقانية» ومعروف عنه أنه محافظ في آرائه، ولا تستطيع أن تقول عنه أنه إنسان ثوري بأي معني من المعاني!
وسبحان مغير الأحوال، وخالق السموات والأرض قادر علي أن يقول للشيء كن فيكون، ورأينا بعد الثورة سعد زغلول طبعة ثانية!! الباشا أصبح زعيماً للدهماء والرعاع كما يسميهم الإنجليز والباشوات، ويفتخر بأنه يعبر عن أولاد البلد والناس اللي تحت.. الرجل المحافظ أصبح ثورياً، واتهمه أعداؤه بالتطرف، ونتيجة لذلك انفض بعض أصدقائه عنه وشكلوا حزب الأحرار الدستوريين ليعبر عن المحافظين في مواجهة «الوفد» الثوري الذي يقوده سعد زغلول.. الباشا المحافظ قبل الثورة!
وقد تصورت أن الدكتور محمد البرادعي يمكن أن يكون سعد زغلول آخر!! فهو من أسرة عريقة ووالده كان نقيباً للمحامين، وعمل البرادعي في السلك الدبلوماسي، وهذه النوعية من السفراء معروفة بتحفظها، وكل كلمة بحساب لأنه دبلوماسي، وهؤلاء لا يحبون بالطبع الاختلاط بالدهماء والرعاع بتعبير النخبة، بل يعيشون مترفعين عنهم، ولا يختلطون إلا بأولاد الذوات والباشوات، وعندما عاد البرادعي إلي بلاده بعد مشوار ناجح في «بلاد بره» ظننت أنه سيخلع رداءه الدبلوماسي، ويصبح رجل ثورة، ويقود الراغبين في التغيير كما فعل سعد زغلول قديماً، لكن البرادعي احتفظ بشخصيته القديمة منذ لحظة وصوله، ولم يتغير فيه شيء، فهو الإنسان المحافظ الذي لا يختلط بالجماهير إلا بحساب، وكل خطوة له محسوبة بألف حساب، ولا ينزل إلي الشارع إلا للضرورة، فهو دبلوماسي من قمة رأسه إلي أخمص قدميه، كما يقول المثل الشعبي الدارج، وانعكس ذلك علي حزب الدستور، وكانت الآمال عليه كبيرة، لكنه تعثر وواضح أنه يعاني من مشاكل، وابتعد عنه شخصيات محترمة مثل علاء الأسواني والدكتور حسام عيسي والمحامية راجية عمران، والسبب أنهم اكتشفوا أن البرادعي مختلف عن الزعيم الذي كانوا يتطلعون إليه.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق