ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الجمعة، 9 نوفمبر 2012

المصري اليوم,نوع من الحب إختفى


هناك حكمة شهيرة تقول: ''وراء كل عظيم امرأة''، وفى بداية حياتى العملية كنت أتساءل دوماً: لماذا لا تكون بجانبه؟ وما الحكمة فى أن تكون وراءه.. وعلمتنى الأيام أن من تقف ''وراء'' زوجها امرأة رائعة تكاد تنقرض فى أيامنا تلك، فهى باسم المساواة على طريقة الخواجات تقف بجانبه وممنوع أن تكون خلفه! ويا ريت تبقى أمامه! فهذا مكسب عظيم لجنس حواء فى هذه الحالة ويعنى أن تكون أكثر شهرة ونجاحاً من زوجها المسكين!
وحكمة «وراء كل عظيم امرأة» أراها تصلح جداً لإسلامنا الجميل، بل هى قوام الزوجية على الطريقة الإسلامية، وأقصد تحديداً، أن يكون نجاحها فى الحياة متوقفاً على نجاح زوجها، ولا مانع لديها أن تكون الشهرة والمجد والتألق من نصيب الزوج، بينما هى إنسانة بعيدة عن الأضواء وتعيش فى بيتها، وتكرس نفسها لخدمة زوجها وأولادها، وتنطبق عليها حكمة «وراء» كل عظيم امرأة..
فهى وراءه وليست بجانبه، ولا يعرفها إلا المقربون منها فقط، بينما يحتكر زوجها المجد وهى سعيدة جداً بذلك لأنها السبب فى كل هذا المجد والتألق، ولولاها ما نجح زوجها الشهير فى مجاله.
وأسألك: بذمتك هل هذا النوع من الحب العظيم موجود فى حياتنا الآن؟ أم أنه أصبح فى زمان كان؟! وكل واحدة حالياً تقول: نفسى أولاً، بل إنها تؤجل فكرة الزواج كلها حتى تثبت شخصيتها وتنجح فى مجال عملها، أما أن تطوى حياتها فى حياة زوجها لتكون حياة واحدة فى النهاية ونجاحها يعنى نجاح الاثنين سوياً، فهذا كلام رومانسى ومثالى لا مكان له فى عصرنا الحديث!
وهذا النوع من الزوجات كان موجوداً فى عصر العمالقة، وبعضهم مازال يعيش بيننا، أطال الله فى أعمارهن، فهن من وجهة نظرى خير النساء، وأذكر منهن السيدة «هدايت» زوجة الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، فالدنيا كلها تعرفه، لكن لا أحد يعرف زوجته العظيمة التى هى السبب الأساسى فى كل المجد الذى وصل إليه، وكذلك السيدة «ديزى» زوجة كاتبنا العملاق أحمد بهاء الدين، عليه ألف رحمة، وعندما تزوجها تغيرت حياته كلها إلى الأفضل والأحسن والأجمل، وأختم بذكر ثنائى جميل هما الآن عند ربنا فى حياة أجمل مليون مرة - بإذن الله - من تلك التى نعيشها بالأرض، التى لا تساوى جناح بعوضة عند خالق السماوات والأرض، والدى إحسان عبدالقدوس، رحمه الله، ورفيقة دربه وحياته وحبه الكبير أمى، وكان يطلق عليها رئيسة مجلس إدارة منزلنا تطبيقاً عملياً للحكمة التى تقول: «المنزل مملكة المرأة» ويوم الاثنين الماضى 5 نوفمبر كان الذكرى التاسعة والستين للارتباط والزواج والحب الكبير.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق