أولاد البلد - الوفد, الرئيس محمد مرسى والبابا الجديد!

اليوم يتم انتخاب البابا الجديد رقم 118 للكنيسة المصرية، وكنت أتمنى من الرئيس محمد مرسى أن يكون قريبًا ومتابعًا للانتخابات التى جرت! وأراهن أن كلامى هذا أثار دهشتك وربما استنكره البعض قائلين: مال الرئيس الذى ينتمنى إلى الإخوان المسلمين وانتخابات الكنيسة؟؟ هل تريد «أخونة» الكنيسة أيضا أو انتخاب باب يسمع الكلام ويطيع الرئيس وتكون علاقته سمن على عسل مع التيار الإسلامى..؟؟
ولست مستعدا للدخول فى جدل بيزنطى، لكننى أقول وجهة نظرى، وأترك الحكم على كلامى لحضرتك. ومنطلق تفكيرى فى هذا الموضوع قائم على أن من يحكم مصر رئيس لكل المصريين مسلمين ومسيحيين، وحتى هؤلاء الذين لا ملة لهم ولا دين!! وغير معقول أن يكون رئيسنا بعيدا عن حدث عظيم للكنيسة المصرية! وكنت أحلم بأن يكون الرئيس محمد مرسى على اتصال مستمر بالمسئول عن انتخابات البابا، ويجتمع بالمرشحين الخمسة قبل تصفيتهم، وهذا الاهتمام سيجعل الأقباط يطمئنون إليه ويزيل الجفوة بينهم وبين التيار الإسلامى كله، ويوجه لطمة لأعداء إسلامنا الجميل، ويبدو للعالم المتحضر أن حكم الإخوان ليس بالتعصب الذى كان شائعًا عنهم! لكن أحلامى تلك بدت وكأنها «فى المشمش»!! فالرئيس لا يبدو مشغولا بهذا الموضوع، بل لسان حاله يقول: هذا موضوع خاص بالأقباط، فلماذا تحاول أن تحشرنى فيه؟؟ وتلك وجهة نظر منطقية، ومطابقة للواقع، لكن ما قلته بمثابة حلم أو شىء مثالى، ولست مستعدا لسحب كلامى بحجة أن الدنيا ليس فيها مثاليات!! بل أقدم اقتراحا آخر قوامه تلك الحكمة الشهيرة التى تقول: «ما لا يدرك كله لا يترك كله»! ولذلك أقول: ياريس ياريت تحرص على حضور احتفالية تنصيب البابا الجديد بعد أسبوعين فى الكنيسة، ومن واجب المسئولين هناك دعوة الرئيس بصفة رسمية، فلا يكفى هنا الكلام الشفوى لأنه «عزومة مراكبية» فى هذه الحالة، بالتعبير الدارج!! ويا سلام لو جرى اتصال قبيل تلك الاحتفالية بين رأس الكنيسة الجديد ورأس الدولة، وقد تسألنى من يأخذ زمام المبادرة أولا؟ أقول اتمنى أن تتلقى الكنيسة مكالمة تهنئة من الرئاسة، والبابا الجديد بالطبع سيكون سعيدا، ويلح على رئيسنا لحضور حفل تنصيبه, مؤكدا أنه رئيس لكل المصريين، وبعد تلك المكالمة التاريخية يتم ارسال دعوة مكتوبة إلى الرئيس محمد مرسى، واسأل حضرتك: هل ما قلته قابل للتنفيذ أم أنه مثل سابقه حلم لن يتحقق إلا فى المشمش؟؟.