ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الجمعة، 2 نوفمبر 2012

حوار مع حائر - أخبار اليوم,


قال صديقي الحائر سيدنا اسماعيل تعرض‮ »‬للبهدلة منذ ولادته‮« ‬بدليل ان والده سيدنا‮ ‬إبراهيم القي به في صحراء جرداء وكان مازال رضيعا برفقة أمه ثم تركهما بهذا المكان الموحش وانصرف‮.‬

وعندما نجا باعجوبة وشب عن الطوق حاول ابوه أن يذبحه‮! ‬واسألك‮: ‬لماذا كل هذه المعاناة؟

وقبل ان ارد وانا مغتاظ منه بادرني بكلام زادني‮ ‬غيظا حين قال‮: ‬علي فكرة انا افرق بين المشهدين‮.. ‬المشهد الاول هناك شك فيه فلم يرد في القرآن‮! ‬اما الاخر فعندي اقتناع به لانه جاء في كتاب الله‮.‬

والحقيقة انني فقدت اعصابي ووجدتني اقول له بتلقائية‮.. ‬عيب عليك‮.. ‬لو كنت مؤمنا بحق لما قلت هذا الكلام‮.. ‬ينطبق عليك ما جاء في سورة‮ »‬الحجرات‮« ‬عندما قالت الاعراب آمنا فرد الله من فوق سبع سموات‮ »‬قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم‮« ‬وفي موضع آخر في ذات السورة يشرح طبيعة المؤمن الحقيقي قائلا‮ »‬إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا‮« ‬الي اخر الآية الكريمة وخلي بالك قوي من جملة‮ »‬ثم لم يرتابوا‮«.‬

وقلت لهذا الحائر‮: ‬ازاي تشك في قصة‮ »‬هاجر‮« ‬وابنها اسماعيل عندما تركهما ابراهيم في صحراء قاحلة وتقول انها لم تأت في القرآن مع انها من شعائر الحج الأساسية والسعي بين الصفا والمروة جاء تخليدا لتلك الملحمة الرائعة التي تناقلتها اجيال وراء اجيال ثم تأتي حضرتك وتقول بمنتهي البساطة عندي شك فيها‮!!.. ‬يا اخي اختشي علي دمك واستغفر ربنا‮.‬

وبعدما هدأت اعصابي قليلا قلت له‮: ‬عيبك الأساسي انك تنظر الي ابراهيم واسماعيل علي انهما مثلنا اناس عاديون‮! ‬يا اخي هؤلاء انبياء ولذلك تعرضوا لاختبارات لا يطيقها البشر العادي‮.. ‬مثل ان تطلب السماء من الاب ذبح أحب أولاده اليه في امتحان صعب جدا لكي يؤكد ان ولاءه الاول لله وحده‮.. ‬وهل يعقل ان يذبح الوالد فلذة كبده بمزاجه؟‮! ‬ام تم ذلك برؤية إلهية ونجح الاب وابنه في هذا الاختبار الصعب بتقدير ممتاز،‮ ‬ولم تكن هناك لحظة تردد بل استجابة فورية والمكافأة التي نالها سيدنا إبراهيم فاقت كل ما يتوقعه فنحن كمسلمين نذكره كلما قمنا باداء فريضة الصلاة ويا له من تكريم له يستحقه عن جدارة‮.‬


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق