المصري اليوم, طلاق سنة أولى زواج

فى المقال الماضى ذكرت أن هناك ٢٤٠ حكماً بالطلاق يصدر يومياً ببلادى. كما يؤكد أحدث الإحصاءات! والمفاجأة أن نصف المطلقين وأكثر كمان يقع بين المتزوحين حديثاً وغالبيتهم العظمى بالطبع من الشباب، وتشير الأرقام التى بين يدى إلى أن ٣٤٪ تم طلاقهم بعد سنة واحدة فقط جواز!! وهناك ٢١٪ أكملوا سنتين ولم يتحملوا أكثر من ذلك فلجأوا إلى أبغض الحلال إلى الله، ويعنى ذلك بالأرقام أن ٥٥٪ من المطلقين تم طلاقهم قبل أن يحتفلوا بثلاث سنوات زواجاً! إنها مصيبة بالطبع، ولكن النخبة مشغولة عنهم بالصراعات السياسية، ولذلك لا ترى هذا الموضوع يثار فى أجهزة الإعلام، إلا على سبيل الاستثناء مع أنه بلوى عامة!
وإذا سألتنى عن السبب فى تلك الأرقام المفزعة قلت لك إن ذلك يرجع إلى غياب الحب الحقيقى. وتلك العبارة تحتاج إلى تفسير. حيث إننا فى هذا المقام أمام أكثر من صورة: «واحد» تزوج لأنه أراد أن يكمل نصف دينه، فتزوج من «واحدة» بطريقة تقليدية أو ما يسمى زواج الصالونات رآها لطيفة وبنت حلال ومن أسرة طيبة، ولكن الدنيا صعبة جداً، والشباب طرى، وبسبب ضغوط الحياة انفجرت الخلافات بينهما، وتم طلاقهما سريعاً جداً، ولا تستطيع أن تلوم واحداً دون الآخر أو تزعم أن زوجته لم تقف إلى جانبه، وكانت أى كلام من معدن رخيص، فهو أيضاً لابد أن يتحمل جزءاً من المسؤولية، وأخشى أن يكون معدنه أى كلام!
والمشكلة الكبرى أو اللغز المحير أولئك الذين تزوجوا بعد قصص حب رائعة، ولا فى الأفلام الرومانسية، وفوجئ الجميع بعد ذلك بطلاقهم.. طيب ليه، وعلشان إيه؟ وأين ذهبت هذه العاطفة الجميلة، ولماذا اختفت هكذا سريعاً؟ وموعدى مع حضرتك الأسبوع القادم فى محاولة للإجابة، ولكن السبب يمكن تلخيصه فى كلمتين بالضبط: الحب أعمى.