جريدة الحرية و العدالة - تساؤلات, أغلقه مبارك واقتحمه البلطجية

المكان الذى أقصده كان محورا للاحداث فى بلادى لمدة تجاوزت الخمسة عشر عاما ، ومنه كانت تنطلق أخطر القرارات ، ولذلك قرر نظام مبارك إغلاقه سنة 1995 م ، وأصدرت محكمة عسكرية ظالمة حكما بذلك ، وظل مغلقا بالضبة والمفتاح حتى نجحت ثورتنا فى الإطاحة بالمخلوع.
وكانت أول ثمرة من ثمرات الثورة الايجابية إعادة فتحه من جديد، وتم بعد 48 ساعة فقط من تنحى الديكتاتور، وكان ذلك يوم الأحد 13 فبراير، وكان لى شرف المشاركة فى فتحه ، ومن فضل ربى أننى كنت أول من دخله ومعى الصديق محسن راضى، وهو إعلامى بارز فى جماعة الإخوان ، وسجدنا لله شكرا فور دخولنا المقر، ثم قمت بأذان الظهر، كما كنت أفعل هناك قبل إغلاقه بفرمان من فرعون ، وبدأت الحياة تدب من جديد فى مقر الإخوان السابق بمنطقة التوفيقية بقلب القاهرة ، الذى كان منذ سنة 1978 م مقرا لمكتب الإرشاد ومجلة الدعوة .. وهذا المكان فيه أجمل الذكريات لجيل كامل أنتمى إليه ، وانتقلت قيادة الجماعة بعد الثورة إلى مقرها الجديد بالمقطم، وهو مبنى ضخم، بديلا عن مقرها فى التوفيقية ، وهى شقة تضم عدة حجرات لا تزيد عن أصابع اليد الواحدة ، وتقرر تخصيصه لموقع "إخوان أون لاين".
وعند الاحتفال بذكرى الثورة قبل يومين قام مجموعة من البلطجية باقتحام " المكان الغالى " وسرقوا أجهزته ونهبوا محتوياته ، ثم اشعلوا حريقا فيه ، ومعه عدة محلات تجارية واعتدوا على أصحابها وعلى رجال المطافى الذين قدموا لإطفاء الحريق! وزعم البعض أنهم ثوار، وقال أخرون : إنهم من الألتراس! وهذا ما لا أصدقه ! فهؤلاء الشباب والثوار أناس وطنيون يحبون مصر، والذين يفعلون ذلك مجرمون وبلطجية وحرامية ، والثورة بالطبع بريئة من كل هؤلاء.. أليس كذلك؟