المصري اليوم, التدين الصحيح يحمى الزواج

صدق أو لا تصدق.. فى بلادى حالة طلاق كل ست دقائق! إنه رقم يشيب له الوجدان!! وأحدث إحصائية تقول إن هناك 240 حكماً بالطلاق تقع يومياً فى المحاكم، حيث بلغت أحكام الطلاق التى صدرت عام 2011 ما يقرب من 12 ألفاً، وتؤكد الإحصاءات أن النسبة الأعلى تقع بين المتزوجين حديثاً، خاصة فى العام الأول، حيث تم طلاق 34٪، يليها العام الثانى بنسبة 21٪ وبدلاً من أن يهتم مجتمعنا وأجهزة الإعلام بتلك «البلوى» ترى الجميع وقد انشغلوا بالصراع السياسى، وصدق الشيخ الإمام محمد عبده الذى لعن السياسة وكل ما يمت لها بصلة إذا كانت تؤدى إلى كوارث بعيداً عن المصالح العليا للبلاد.
وأراهن أن عنوان مقالى لفت نظرك: «التدين الصحيح يحمى الزواج»، وقد يحاول البعض الاصطياد فى الماء العكر قائلاً: «وهل كل من تم طلاقه كافر أو غير متدين؟!»، وأسارع إلى القول: «إوعى حضرتك تفهمنى غلط»، وفى الأسبوع الماضى قلت لك إن التدين الصحيح ثماره حلوة فهو ينعكس بالضرورة على أخلاقيات الإنسان وتعامله مع الناس بداية من الأقربين منه وحتى هؤلاء الذين لا يعرفهم،
وإوعى تصدق من يقول لك إن التدين أمر شخصى بين الإنسان وخالقه لأنه لابد أن ينعكس على المجتمع وإلا فلا قيمة له. والتدين الحقيقى يحمى الزواج، خاصة فى سنواته الأولى، من طيش الشباب وكل ما يهدم العلاقة بين الزوجين كالبخل والمعاملة السيئة، فالمتدين بصحيح إذا أحب امرأته أكرمها، وإذا حدث بينهما خلاف فذلك لا يقترن بالضرورة بقلة الأدب، مثل الضرب والتطاول بالإهانات لأنه يعرف ربه جيداً وبطريقة صحيحة، فلابد أن يكون شخصاً مهذباً فى النهاية، وصدقنى لا يوجد متدين بحق يتطاول على شريك العمر، إنما يفعل ذلك واحد غلب عليه التشدد، أو إنسان بعيد عن ربنا، أو رجل بعقلية شرقية وإن ادعى أنه عصرى ومودرن!! لكن تعامله مع امرأته كشفه!!
فالإنسان الذى يعرف ربه جيداً سيعرف بأخلاقه الجميلة كيف يستوعب أقرب الناس إليه، وإذا فشل فالخلاف فى تلك الحالة سيكون فى حدود الأدب والأخلاق.. إننى لا أتحدث عن ملائكة بل عن أناس يعرفون ربهم بطريقة «صح»! وهم يا خسارة قلة فى مجتمعنا.