جريدة الحرية و العدالة - تساؤلات, مفاجأة التيارالسلفي

المعروف عن معظم السلفيين التشدد، والدكتور ياسر برهامى -نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية نموذج واضح لما أعنيه ، ففى كل يوم يقدم وجبة دسمة لأعداء إسلامنا الجميل للطعن فى ديننا!! وقبل أيام كانت هناك مفاجأة سلفية كبيرة وجميلة تغاير تماما ما أشيع عنهم، تتمثل فى لقاء تم فى منزل أحدهم مع قادة جبهة الإنقاذ بغرض تخفيف حدة التوتر واحتواء الخلافات بين التيار الإسلامى والتيارات الأخرى ، وتلك المقابلة الفريدة من نوعها أثارت غضب المتشددين من الجانبين ، فالمتطرفون من أهل التزمت الدينى عبروا عن غضبهم ، فنظرتهم إلى جبهة الإنقاذ وحلفائها بالغة السوء، ويرون أنهم يتطلعون إلى الزعامات ، والمصالح الشخصية تحكمهم ، وقبلوا على أنفسهم التحالف مع أنصار النظام البائد الذين أطاحت بهم الثورة . ومن جهة أخرى كان اللقاء مفاجأة مذهلة للتيار العلمانى الذى يرفض أى حوار مع الإسلاميين ، ويكره أنصار الشريعة من كل قلبه، وأعلن بصراحة وصفاقة ودون خجل أن تظاهرات الذكرى الثانية للثورة هدفها إسقاط دولة الإخوان ! فهو يقصد الإطاحة بالإسلاميين ، لكنهم لا يستطيعون الإعلان عن ذلك صراحة حتى لا يكتسبوا مزيدا من العداء بين المتدينين خاصة!
والتساؤل الذى يطرح نفسه بقوة : هل يمكن ان ينجح أى حوار فى تلك الأجواء المشحونة ؟ والإجابة نعم ، ولكن بشرط توفر شرط أساسى ! وقبل شرح ما أعنيه أقول لك إن الغالبية الساحقة من الشعب بعيدة عن التعصب وترفض الانتماء إلى هذا التطرف أو ذاك ، والحوار بين الخصوم سيلقى بالتاكيد ترحيبا ودعما من الرأى العام ، ولكن يوجد عامل وحيد مطلوب هو توفر النوايا الحسنة والإصرار على نجاحه ، وأخشى أن يتراجع حضرات السادة فى جبهة الإنقاذ عن لقاء السلفيين من جديد قائلين "توبة" و حرمنا " بعد عاصفة الانتقاد التى قوبل بها لقاؤهم ، حتى إن بعض الصحف الخاصة التابعة لهم تجاهلت هذا اللقاء تماما وكأنه لم يحدث! ومن جهة أخرى يجب على جماعة الإخوان ، خاصة ، أن تكون قلوبهم مفتوحة، وعلى أتم استعداد لكى يصل الحوار إلى نتائج محددة . وبغير هذا الشر! فلن يصل الفرقاء إلى اتفاق إلا فى المشمش !!