جريدة الحرية و العدالة - تساؤلات, واحد من الفلول محترم

استقال مؤخرا بطريقة فيها " شياكة " تتفق وشخصيته ومقامه، فهو طوال عمره إنسان محترم ، وعندما ترك منصبه مؤخرا لم يحاول ادعاء بطولة زائفة أو يمشى مع "الموجة الريجة " بالتعبير العامى، بل العكس من ذلك هو الصحيح حيث كان قد قدم استقالته من قبل، لكن الدولة طلبت منه ان يستمر فى عمله مؤقتا لحاجة البلاد إليه ، وأخيرا انصرف بعدما أدى عمله على أكمل وجه إنه الدكتور "فاروق العقدة " محافظ البنك المركزى السابق .. واحد من الفلول بل من أهمهم ، ولكنه زى الفل!!
والمؤكد أن حضرتك تعجبت من كلامى هذا وتساءلت: يعنى إيه؟ وأشرح باختصار وجهة نظرى فكلمة فلول تعنى الارتباط بالنظام البائد، وبهذا المفهوم فإن الدكتور فاروق العقدة مرتبط جدا  وكمان جدا بحكم فرعون الذى كان جاثما على أنفاسنا، حيث تولى مسئولية البنك المركزى فى ديسمبر سنة2003 م يعنى من بداية صعود جمال مبارك إلى السلطة ، ومع ذلك كان اسمه بعيدا فى كل التحقيقات التى أجريت مع المفسدين ، ولا أعرف أنه ملوث مثل الغالبية العظمى من الشلة التى أحاطت بالرئيس السابق ، بل أراه خدم بلاده كثيرا خاصة بعد قيام ثورتنا المجيدة ، حيث اهتز الوضع الاقتصادى بشدة.
ومن هذا المنطلق أخلص إلى نتيجة خلاصتها أنه لا بد من التمييز بين الفلول ، ولذلك أعترف لحضرتك أننى لم أكن من المتحمسين لما نص عليه الدستور من العزل السياسى لكافة قيادات الحزب الحاكم السابق ومنعهم من خوض الانتخابات ، وكنت أرى أن يقتصر ذلك على الفاسدين والمفسدين : لأننا بهذا الإجراء قلدنا ثورة يوليو سنة 1952 ، وكانت من خصائصها البطش بالخصوم بمختلف الوسائل ، مثل عزلهم سياسيا وتقديمهم إلى محاكمات ظالمة ، ومصادرة أموالهم ، بينما ثورتنا الخالدة فى سنة 2011 م مختلفة تماما أليس كذلك؟