ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الجمعة، 14 ديسمبر 2012

المصري اليوم, الحب المفتقد فى الأزمة الكبرى

فى يقينى أن من الأسباب الأساسية لتلك البلوى التى تعيش فيها بلادنا وانقسامها بطريقة لم يسبق لها مثيل افتقاد الحب بمعناه الواسع الشامل، الذى أكتب عنه دوما فى «المصرى اليوم».وأشرح ما أعنيه قائلاً: إن هناك أربعة عوامل تحديداً وراء افتقاد هذا الحب وكل منها يقوم بدور مرفوض وأراه وراء إشعال بلادى ناراً.والعامل الأول يتمثل فى رئيس الجمهورية ذاته.. كانت بدايته جيدة، وسياسته الخارجية ناجحة، وتوقعت أن يكون نموذجاً لحاكم ناجح يحترمه الجميع، ويقدم صورة حلوة للحكم الإسلامى تضاعف «حب الناس» للتيار الإسلامى، وتجعل المتشككين يعيدون النظر فى مواقفهم، لكن ما يجرى اليوم أصابنى بخيبة أمل شديدة فى حضرته. ومع كل الاحترام أقول إن «الحب» للحكم الإسلامى والإخوان المسلمين تراجع بطريقة ملحوظة جداً! والسبب تخبط الرئيس فى العديد من قراراته وتراجعه عنها، وأخيراً الإعلان الدستورى الذى قصم ظهر البلاد بما احتواه من سلطات واسعة لرئيس الدولة، وتم إلغاؤه فى وقت متأخر جداً.والفريق الثانى أراه فى تيار علمانى متطرف أصابه الجنون لفوز رئيس إسلامى فى انتخابات حرة، فحاول هدمه بكل الطرق فهؤلاء ليس فى قلوبهم مثقال ذرة من حب للإسلام والمسلمين والشريعة، بل هو التعصب بعينه.والفريق الثالث تيار دينى متشدد يكره كل ما يمت لليبراليين بصلة، ويريدون سحقهم على طريقة عبدالناصر مع الإخوان!! والاتهامات متبادلة بين تلك الفرق، مثل التكفير والجاهلية والعودة إلى عصور الظلام والتخلف، ومظاهرة قندهار على الطريقة الأفغانية والوهابية كمان، وكل تلك المفردات السيئة تدل على أن «الحب» مفتقد تماماً بين الطرفين، ولا مجال لأى تفاهم أو الالتقاء فى منطقة وسط.والفريق الرابع - وهو أخطرهم جميعاً - سعيد بما يجرى وتلك الكراهية المتبادلة بين الفرقاء.. إننى أقصد هنا أنصار الحزب البائد الذين تضرروا بشدة من ثورتنا.. ومن سقوط رئيسهم مبارك وأركان نظامه، ومعظمهم حالياً فى السجون! وهم بالطبع ليس فى قلوبهم مثقال ذرة من الحب لتلك الثورة، بل العكس هو الصحيح تماماً، فهم يريدون توليعها ناراً وهدم مصر على رؤوس أهلها، ليثبتوا مقولة رئيسهم الشهيرة: «إما أنا أو الفوضى».وأختم كلامى فى الحب بثلاث ملاحظات: الأولى أن مصر بريئة من هذا الذى يجرى، فهذا الذى نشاهده صراع بين قوى سياسية متطاحنة ليس أكثر! وشعب مصر غير راضٍ عن تلك الفئات الثلاث المتصارعة على الساحة، ولا عن رئيس الجمهورية ويقولون له: لقد أخطأت!وإوعى تصدق حضرتك إن كل الثوار ينتمون إلى هؤلاء.. فأنا أعرف العديد من أبناء مصر الشرفاء خرجوا إلى الشوارع احتجاجاً على أحوالها المتردية. وأخيراً فإن إسلامنا الجميل لا يعترف بتكفير الغير أو اتهامه فى الإيمان بربه، وهذا الغلو فى الخصومة لا يعرفه ديننا أو اعتباره جهاداً فى سبيل الله، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال ما معناه: إذا تقاتل مسلمان فالقاتل والمقتول فى النار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق