ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأحد، 30 ديسمبر 2012

أولاد البلد - الوفد, شيخ الأزهر وسيط زواج بين الأقباط

قبيل أيام فقدت ومعى مصر كلها عميد الوفديين أمين فخرى عبدالنور، عليه ألف رحمة، رغم فارق السن الضخم بيننا كان حبيبى وصديقى ووقفت أستقبل من جاء للتعزية بالكنيسة وكأننى أحد أفراد الأسرة، وعندما شاهدت نعشه قادما من بعيد أسرعت إليه وشاركت فى حمله حتى المكان الذى أقيم فيه القداس برئاسة بابا الأقباط «تواضروس الثانى».. إلى هذا الحد كانت محبتى له وتألمى على فراقه.
وأقول لك إننى رأيت دوما صديقى العزيز العظيم نموذجًا راقيًا للإنسان المصرى، فهو متدين يحب كنيسته ولكن فى غير تعصب وتراه منفتحا على الجميع وأصدقاؤه المسلمون أكثر من الأقباط بل إنه بنى مسجدًا فى قريته.. وهذا أمر لا يقدم عليه واحد مسيحى إلا إذا كان قلبه كبيرًا جدا يسع كل المصريين من المسلمين والمسيحيين.
وطريقة زواج أمين فخرى عبدالنور فريدة من نوعها لم تحدث من قبل ولا من بعد دق قلبه لفتاة صغيرة وجميلة اسمها «اعتدال أمين غالى» ومشهورة باسم «نينة» لا أحد يناديها باسمها الأصلى! وكان إخوتها معه فى مدرسة العائلة المقدسة، وطلب من والده الوفدى الكبير «فخرى عبدالنور» أن يتزوج من هذه الفتاة الرائعة، ووافق أبوه دون تردد لأن عائلة غالى من العائلات الكبرى ببلادنا، فالعروس أذن ذات حسب ونسب تنتمى إلى أسرة أصيلة.
والمفاجأة الكبرى فى هذا الموضوع أنه أرسل ثلاثة من أصدقائه المسلمين لطلب يد ابنة أمين باشا غالى لنجل فخرى عبدالنور وعلى رأسهم شيخ الأزهر فى ذلك الوقت محمد مصطفى، ومعه «محمود بسيونى» وكان رئيسا لمجلس الشيوخ «ومحمود حمام حمادى» نائب سوهاج وكان ذلك سنة 1937، عمر فتاة الأحلام وقتها خمس عشرة سنة وكان عميد الأسرة أمين باشا غالى قد توفى، فاستقبل شيخ الأزهر ورفاقه فى بيت العائلة بجاردن سيتى الابن الأكبر إبراهيم أمين غالى، وتم الزواج سنة 1940.
وقد توثقت علاقتى بالمرحوم الكبير عندما طلب من مرشد الإخوان المسلمين الراحل عمر التلمسانى عليه ألف رحمة ترتيب زيارة إلى الكنيسة لتهنئة البابا شنودة الثالث بعد الافراج عنه وعودته إلى منصبه، وكان أمين فخرى عبدالنور حلقة الاتصال مع الأقباط، وهو الذى أبلغنا بالموعد وكان ذلك فى يناير سنة 1985 وكنا فى صحبته وهناك تم استقبالنا بطريقة حافلة، واستغرقت المقابلة ما يقرب من ساعة، وبعد انتهائها لم يتركنا رأس الكنيسة بل خرج معنا مصطحبًا «التلمسانى» وتعانقا وسط تصفيق وتهليل الآف الأقباط الذين كانوا قد توافدوا من حدب وصوب لتهنئة البابا. وبعد ذلك سافر مرشد الإخوان المسلمين إلى سويسرا للعلاج، وقام أمين فخرى عبدالنور بزيارته فى بيته قبل سفره مندوبا عن قداسة البابا وكنت معه، وأخبر مرشد الإخوان بأن الكنيسة اتصلت بالأطباء الأقباط فى هذا البلد، وأوصتهم خيرا بالتلمسانى، وأقارن الزمن الجميل الذى كنت شاهدا عليه بما يجرى اليوم، واتساءل بحسرة ما الذى جرى لبلادنا؟!


هناك تعليقان (2):

  1. الذى جرى لبلادنا أننا كلما ازددنا طيبة زاد عدونا شراسة نتودد إليهم ونترحم على من مات منهم كافرا وهذا مخالف للاسلام رغم قوله تعالى ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) هل تريدهم أن يرضوا عنك يا أستاذ محمد بينما الشعراوى الذى فهمهم جيدا يقول نعوذ بالله أن يرضى عنا اليهود والنصارى
    والله إن كل الاضطرابات التى وقعت فيها البلاد من بعد الثورة حتى الآن ما هى إلا جزء من أفعالهم وإثارتهم للفتن

    ردحذف
  2. احسنت اخي بدر فاضل صاحب التعليق السابق جعلك الله بدرا فاضلا ولا فض فوك هذا هو الكلام الخلاصة فهلا حياة لمن تنادي ؟؟!! ان الحياة حياة الدين في القلب لا حياة القلب فكم من قلب حي لكنه لغير مسلما بما امر الله تعالى ورسولة الكريم صلى الله عليه وسلم من تمايز المسلمين عن الكافرين في المعتقد بما لا ينافي التعايش والمودة بقصد الدعوة الى دين الله القويم فقد عاد رسول الله مريض اليهود وتصدق على فقيرهم لكنه لم يترحم عليه ولم يهنئه في عيد كفره !! افهموا دينكم كما امركم نبيكم يا مسلمون لا كما هرتق عليكم المتهرتقون المرجفون ........

    ردحذف