سألنى سائل : لماذا الإصرار على الارتباط بالإخوان المسلمين على الرغم من أنك كثيرا ما تختلف مع سياستهم من منطلق أنك إنسان ليبرالى؟ قلت كلمة "ليبرالى" تلك لا تعجبنى.. من فضلك اسحبها .. وقل: عاشق للحرية ! ومن هذا المنطلق بالذات أحببت الإخوان المسلمين! .وتفاصيل ذلك أننى ذهبت لأعمل مع مجموعة من ضحايا الاستبداد السياسى فى عهد عبد الناصر، كانوا قد قرروا إصدار مجلة تعبر عن الإخوان اسمها " الدعوة"، سنة 1976 م الموافق لعام 1396 هجرية ، ولمعلوماتك هى ذات السنة التى تزوجت فيها، وكذلك تعيينى صحفيا بمؤسسة أخبار اليوم بقرار من عملاق الصحافة الراحل مصطفى أمين رحمه الله ، والفارق بين كل مناسبة وأخرى شهر واحد" حيث صدرت ،"الدعوة " فى شهر يونيو، وكانت فى البداية بالسيدة زينب ، ثم انتقلنا بعدها بسنتين إلى شقة أوسع بالتوفيقية ومن حسن الحظ أن مقر المجلة ومكتب الإرشاد كانا فى مكان واحد، وهذا ما أتاح لى الاختلاط بمجموعة من خيرة الرجال ، قضوا سنوات طويلة فى سجون عبد الناصر بعدما رفضوا تقديم أى تنازلات لفرعون مصر، وأصروا على التمسك بدعوتهم واختلاطى المباشر واليومى بهؤلاء أدى إلى تغيير جذرى فى حياتى إلى الأفضل والأحسن والأرقى وهناك مثل شعبى شهير يقول : تعرف فلان ؟ فإذا كانت إجابتك بنعم ، يطرح عليكسؤال أخر: هل اختلطت به عن قرب؟ فإذا قلت: لم يحدث مثل هذا الاختلاط ، يبقى حضرتك لا تعرف صديقك هذا، ولا تعلم شيئا عن معدنه وأخلاقه ! والحمد لله أتاح لى عملى بالمجلة الاختلاط بهؤلاء الذين أعادوا بناء جماعة الإخوان من جديد ، وعرفتهم عن قرب، وعلى رأسهم المرشد العام للاخوان فى ذلك الوقت عمر التلمسانى، ومصطفى مشهور، واحمد حسنين الذى كان محكوما عليه بالإعدام ، ثم خفف إلى المؤبد، والدكتور أحمد الملط،والشهيد كمال السنانيرى، وحسنى عبد الباقى، والشيخ محمد الخطيب ، وجمال فوزى ، وعبد المنعم سليم جبارة ، مدير التحرير، وعباس السيسى من الإسكندرية، ولا انسى بالطبع صالح عشماوى، رئيس تحرير مجلة " الدعوة "، وكل هؤلاء كنت مراقبا لسلوكهم اليومى عن قرب،ورأيتهم زى الفل ، وأعجبت بهم جميعا، ووجدتهم قدوة لى فى حياتى إلى جانب شيخى وأستاذى الشيخ محمد الغزالى عليه الف رحمة ، الذى تزوجت ابنته ، وبالطبع خلال هذه الفترة التهمت كل رسائل الإمام الشهيد مؤسس الجماعة حسن البنا، وهكذا دخل الشاب الليبرالى الإخوان من منطلق الإعجاب أولا بأخلاقهم وسلوكهم اليومى .. كل واحدمن هؤلاء قدوة عملية تمشى على الأرض ، بالإضافة إلى أخرين أعتذر عن ذكر أسمائهم ، فالقائمة طويلة جدا!وكلهم أصحاب فضل وتركوا بصمة فى حياتى ، وفى شهر مارس سنة1979 م بايعت مصطفى مشهور، نائب المرشد العام ، فى مقر مجلة " الدعوة " بالتوفيقية يوم الخميس 9 2 من شهر صفر سنة 1399 هجرية ، وهكذا دخلت الإخوان ، وفى سنة 1984 م بايعت المرشد عمر التلسمائى، وكان ذلك فى بيته ، ومن يومها أحرص على مبايعة كل مرشد للجماعة على انفراد.. محمد حامد أبو النصر، ومصطفى مشهور، محمد المأمون الهضيبى ، محمد مهدى عاكف ، أطال الله عمره ، والمرشد الحالى الدكتور محمد بديع ربنا يحفظه، وفى داخل الجماعة كانت معاملتى تتم بطريقة راقية جدا زادتنى حبا لهم ، وغدا أكمل بإذن الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق