ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأحد، 2 ديسمبر 2012

أولاد البلد - الوفد, كواليس القرار الصائب للإخوان


الإخوان المسلمون اتخذوا قراراً صائباً بنقل مليونية «الشرعية والشريعة» بعيداً عن ميدان التحرير، وقد يظن البعض أن تلك كانت مناورة أو «تهويش»، ولم تكن الجماعة جادة في الاحتجاج بالميدان الشهير، وهذا كلام غير صحيح أبداً، وأنا شاهد علي ذلك!
والحكاية من أولها أن «عفريت ركبني»، منذ أن علمت أن الإخوان قرروا النزول إلي التحرير، وقلت إن هذا القرار سيؤدي إلي إسالة الدماء، وكتبت علي صفحتي الشخصية قائلاً: يا ريت التيار الإسلامي الذي أتشرف بالانتماء إليه يعيد النظر في هذا القرار لأنني بصراحة أخشي كارثة في حالة الإصرار عليه، ولم أكتف بذلك بل بدأت اتصالات مكثفة بالإخوان، وطلبت بالهاتف اثنين من كبار القيادات أصدقائي.. وواحد من هؤلاء من أبرز أعضاء حزب الحرية والعدالة وقال لي: لا يا عمنا إحنا مصممين علي الذهاب إلي التحرير، وقل لأصحابك هناك «يتلموا».. قلت له: لكن الميدان سيكون محصناً بالكامل ويتحول إلي قلعة حصينة يصعب اقتحامه إلا بعد معركة دموية. رد قائلاً: نحن لن نعتدي علي أحد وإذا تعرضنا للهجوم فلن نرد، ومستعدون لتقديم شهداء، ولو سالت دماء فإن هذا سيؤدي إلي أن تصحو مصر وتعرف حقيقة البلطجية وأنصار النظام البائد الموجودين بالتحرير!
واتصلت بصديقي الآخر، وموقعه مهم جداً في تنظيم الإخوان وهو رجل فاضل، وبيني وبينه علاقة وثيقة وحب واحترام.. قال لي صديقي هذا الذي أحبه: ميدان التحرير ملك للجميع وهو رمز الثورة فلماذا نتركه لهم؟، من حقنا أن نذهب ونعلن رأينا في الإعلان الدستوري من هناك.. قلت له: كلامك لا غبار عليه وموافق 100٪ علي كل ما قلته، لكن هناك مصيبة يمكن أن تحدث إذا سالت الدماء نتيجة معارك دامية يمكن توقعها في هذه الحالة!
أجاب: الإخوان مش «بتوع خناقات»، لكنهم قادرون علي تلقين هؤلاء درساً لن ينسوه، واوعي تصدق أن هؤلاء معارضون شرفاء، فالعديد من المتواجدين هناك من أنصار النظام البائد وعدو الثورة أحمد شفيق وجماعة «آسفين يا ريس» وبلطجية مدفوعون من رؤوس أموال مشبوهة واوعي تصدق أنها معارضة وطنية عايزة مصلحة البلد، والوطني الشريف لا يضع يده أبداً في أيدي هؤلاء، بل يقوم بطردهم من الميدان، وهذا ما سنفعله نحن!
وعندما وجدت تصميماً من أصدقائي الإخوان علي الذهاب إلي التحرير اتصلت بمن أعرفهم من مستشاري رئيس الجمهورية الذين لهم صلة وثيقة بقيادات الجماعة، وقلت لهم: الحقوا.. كارثة ستقع ارجوكم تدخلوا لمنعها بأي وسيلة.. فردوا قائلين: نعلم ذلك، وسنبذل أقصي جهدنا وربنا يستر.. وأعتقد أن جهود كل الشرفاء في هذا الموضوع مع تحذيرات وزارة الداخلية من وقوع مذبحة أسفرت عن هذا القرار الصائب للإخوان بالابتعاد عن التحرير، فشكراً لكل واحد من قيادات الجماعة الذي وافق علي نقل المليونية إلي جامعة القاهرة، خاصة أستاذي الدكتور محمد بديع المرشد العام الذي أكد من جديد بقراره هذا أنه يتميز بسعة الأفق والقدرة علي اتخاذ القرارات الصائبة في الوقت المناسب.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق