قلت لصديقي الحائر: لو كنت مكان جبهة الانقاذ البرادعي وأصحابه لقلت نعم للاستفتاء علي الدستور، ودعوت المعارضة كلها إلي ذلك!وقع كلامي هذا علي صاحبي كالصاعقة، وكانت مفاجأة كاملة وتساءل في دهشة: أنت بتهزر ولا بتتكلم جد!قلت له في هدوء: من فضلك امسك أعصابك.. رأيي هذا أقوله بطريقة جادة تماما، فلا مجال هنا للمداعبة أو المقالب السخيفة!وشرحت له ما أعنيه قائلا: رفض الدستور معناه إعطاء هدية علي طبق من فضة للرئيس محمد مرسي، ونبدأ من نقطة الصفر من جديد.قال صديقي: أنا حائر جدا من كلامك هذا، ومش فاهم حاجة! دي فزورة ولا فوازير رمضان!كانت إجابتي: الأمر أبسط مما تتصور.. معني »لا« استمرار رئيس الدولة بسلطاته مطلقة في نصف العام المقبل علي الأقل إلي أن يتم تشكيل جمعية تأسيسية جديدة تقوم بوضع دستور جديد مكان الذي تم رفضه! وبالطبع سيحدث انقسام وخناقات، وهكذا يحكم »الريس« قبضته علي السلطة العام المقبل كله! وخلي بالك إحنا داخلين علي سنة فيها رقم ٣١ وهذا أمر يتشاءم منه الكثيرون!!سألني صاحبي: لكن الدستور المطروح به أشياء سيئة جدا لا تستطيع المعارضة قبولها.قلت له: يستطيع مجلس الشعب الجديد إعادة النظر في أمرها من جديد، لان معني نعم للدستور إجراء انتخابات للبرلمان بعد شهرين، وهكذا تتوازن السلطات في بلادي من جديد بوجود مجلس شعب قوي بدلا من أن ينفرد بها رأس الدولة!قال صاحبي: لكنني أخشي من تزوير الانتخابات القادمة مثلما حدث في الاستفتاء علي الدستور!قلت ضاحكا: شر البلية ما يضحك.. المعارضة حصلت علي ٣٤٪ من أصوات المرحلة الأولي والقاهرة والغربية قالوا »لا« للدستور ومع ذلك زعم البعض أن النتيجة تم »طبخها« علي طريقة عبدالناصر والسادات ومبارك! ولو المعارضة التي تضم التيار الليبرالي والعلماني حصلت علي ذات النسبة في انتخابات مجلس الشعب القادم لرأينا أقوي برلمان في تاريخ مصر..أليس كذلك؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق