ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الجمعة، 21 ديسمبر 2012

المصري اليوم, ''نعم'' و''لا'' حبايب وحلوين


الانقسام الموجود فى المجتمع ليس شرخاً عميقاً كما تتصور! إنه موجود فقط فى النخبة وبين التيارات السياسية والدينية، وإلى جانب هؤلاء تجد ملايين المواطنين بأغلبيتهم الساحقة لا يعرفون هذا الصراع بل يحبون بلادهم فحسب، وذهبوا قبل أيام ليدلوا بدلوهم فى السياسة ويقولوا رأيهم فى الدستور، فى الجولة الأولى من الاستفتاء، وغدا تدلى سبع عشرة محافظة أخرى برأيها، وهؤلاء المصريون هم الذين ستكون لهم الكلمة العليا والقول الفصل بين الفريقين.
ولا تتعجب عندما أقول لحضرتك إن ''نعم ولا'' حبايب وحلوين تحت سقف بيت واحد، فالمجتمع المصرى مازال بخير رغم كل ما نراه من سلبيات.. وهؤلاء الذين أتحدث عنهم جمعهم الحب، فهل يعقل أن تفرقهم السياسة؟ تزوجا مؤخراً، يعنى ''حضرته'' مازال عريساً وهو شاب جمع بين الحسنيين، يعنى عصرى ومتدين فى ذات الوقت، تستطيع أن تعتبره ''نموذج حلو'' لإسلامنا الجميل، ويعمل بأحد البنوك الكبرى وواضح أنه شاطر، فهو يشغل منصباً مهماً رغم صغر سنه! أما عروسه فهى مازالت طالبة بالجامعة، وتحديداً فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، رأته بمثابة عريس لقطة! فهو ينتمى إلى عائلة من الأثرياء، ورغم تدينه فهو إنسان اجتماعى واسع العلاقات يحب الضحك والفرفشة وقادر على إسعادها.
وفى الاستفتاء على مشروع الدستور كان بين العريس وعروسه اختلاف، فهو قد قال نعم لأنه يبحث عن الاستقرار فهو مهم جداً فى مجال عمله، وهو المال والفلوس والبنوك والبيزنس، وقد قرأ ما تم طرحه على الاستفتاء جيداً، فلم يجد فيه مصائب ولا بلاوى كما تدعى المعارضة!!
وهى قالت ''لا'' لأنها ''زيه'' قرأت الدستور فوجدته لا يناسب أحلامها، وليس فيه حماية كافية للمرأة ولا حقوق المهمشين والمستضعفين فى الأرض، بالإضافة إلى أن تشكيل اللجنة التى قامت بهذا العمل غير متوازنة بالمرة! ولذلك انضمت إلى رأى الغالبية العظمى من البنات وأصدقائها بنادى الجزيرة الذين قالوا ''لا'' للدستور، ولكنها رفضت دعوة بعضهن بالتظاهر فى التحرير.
وفى الأسبوع الماضى ذهبت إلى اللجنة الانتخابية بالزمالك مع زوجها ويدها فى يده، ودخلا سوياً ليدلى كل منهما بصوته، وخرجا وهما حبايب وحلوين! وعندما يشاهدان المظاهرات والاحتجاجات من هذا الطرف أو ذاك يقولان: يا ناس حرام عليكم كفاية ارحموا بلدنا! ويهتف الزوج داخل منزله وكأنه فى مظاهرة: الشعب يريد وقف الاحتجاجات، وتضحك زوجته وترتمى فى أحضانه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق