ما الذى يدعو الإنسان إلى التفاؤل حول تغير الأوضاع فى مصر نحو الأفضل والأحسن؟ إذا كنت مؤمنا بالله حقا، فهذا فى حد ذاته أمر يدعوك إلى التفاؤل لأنك على ثقة من أن ربنا القوى قادر على إلقاء طوق النجاة حتى فى أشد الظروف صعوبة، قد تأتيك النجدة من حيث لا تتوقع كما حدث عندما انتصرت الثورة المصرية فى يناير سنة2011، فهذا أمر لم يخطر على بال أحد!
واليوم الأوضاع أشد قتامة من الأمس فما هو المخرج؟ يقول عمرو موسى رئيس لجنة الخمسين إن الموافقة على الدستور بأغلبية كبرى سيكون بداية الاستقرار الحقيقى لبلادنا، ويشاركه فى هذا الرأى الكثيرون من المعادين للإخوان!!
والعكس من ذلك عند الطرف الآخر الذى يعتقد أن السنة الميلادية الجديدة ستكون عام الحسم، وفيها سيتم القضاء على الانقلاب الذى أودى بالبلاد والعباد إلى التهلكة!
وعندى رأى قد يكون مختلفا عن هذا كله، ففى يقينى أن مصر لن تعرف الاستقرار الحقيقى إلا بعد انتصار سياسة لا غالب ولا مغلوب بحيث نصل إلى صلح حقيقى بين كل أطراف المجتمع يعطى لكل ذى حق حقه ويفتح الباب للإفراج عن آلاف المعتقلين ويوقف سفك الدماء التى سالت بعد الانقلاب بطريقة لم تعرفها مصر فى تاريخها الحديث كله.
وهذا الرأى بالطبع تجده غريبا فى هذه الأيام النكدة التى نعيشها، والفكرة السائدة أن الصلح بين أطياف المجتمع فات موعده!! وكل طرف لا بد من أن يبذل جهده لسحق الطرف الآخر!! وثقتى كبيرة بربنا حيث إنه قادر على أن يرسل لبلادي "مانديلا مصر" يأتى من حيت لا يتوقعه أحد، يتصدى للعنف والتطرف والمزايدات بأنواعها ويفرض الصلح على الجميع.. ويكون عهده فترة انتقالية ضرورية لا غنى عنها لبلادى تستعيد فيها أنفاسها، و"قول يا رب".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق