ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

السبت، 11 يناير 2014

حوار مع حائر - أخبار اليوم,

قال لي صاحبي‮: ‬عندي لك سؤال شخصي جدا في ذكري وفاة والدك إحسان عبدالقدوس رحمه الله‮.. ‬كيف كانت العلاقة بينكما؟قلت بابتسامة واسعة بعدما تذكرت والدي‮. ‬ياسلام عليه‮.. ‬النهارده تمر‮ ‬٢٣‮ ‬سنة علي وفاته‮.. ‬انني أتذكره جيدا وكأنه مات بالأمس‮.. ‬علاقتنا كانت زي الفل‮  ‬ومات وهو راض عني والحمد لله‮.‬قال وعلي وجهه حيرة‮.. ‬ازاي الكلام ده‮!! ‬أخشي أن يكون كلامك دبلوماسيا ولا يعبر عن الحقيقة‮.. ‬فأنت تنتمي إلي التيار الإسلامي بينما والدك ليبرالي أصيل وكاتب قصة ممتاز نجح في التعبير عن المرأة بالذات بطريقة مدهشة‮!‬وأصحابك الإسلاميون أعلنوا أكثر من مرة عن‮ ‬غضبهم ورفضهم لما يكتبه بحجة أنه يخدش الحياء‮!! ‬فكيف تقول بعد ذلك ان علاقتك معه كانت زي الفل؟؟قلت له في هدوء‮: ‬وأكررها من جديد علاقتي به كانت ممتازة،‮ ‬وكنت أعيش معه في بيت واحد حتي آخر يوم من عمره‮.‬قاطعني قائلا‮: ‬طيب ليه؟ وازاي وعشان إيه‮! ‬أنا عايز أعرف كيف يجتمع إسلامي وليبرالي في مكان واحد وتكون علاقتهما زي الفل‮.. ‬هل هذا معقول؟ ألم يحدث بينكما أي مناقشات حادة أو خلافات بسبب تضارب أفكاركما؟قلت له وقد بدأت أفقد أعصابي‮: ‬ما هذا الذي تقوله؟ لم نفكر أبدا بهذه الطريقة‮.. ‬إسلامي وليبرالي‮!! ‬انه أبي وأنا ابنه‮.. ‬هكذا كانت العلاقة بيننا‮.. ‬ولأنه والدي‮ »‬فهو علي رأسي من فوق‮« ‬بالتعبير العامي‮.. ‬وهذا ما تعلمته من إسلامنا الجميل‮..‬وأضفت قائلا لصاحبي‮: ‬كان أبي واسع الأفق جدا‮.. ‬يستحق عشرة علي عشرة في إيمانه بالحرية رغم أنه تعرض لمواقف حرجة بسبب الحرية التي أعطاها لأبنائه،‮ ‬فقد طرد من وظيفته كرئيس لتحرير هذه الجريدة‮ »‬أخبار اليوم‮« ‬سنة‮ ‬١٩٦٨‮ ‬لأنني أنا وشقيقي أحمد كنا من الطلبة الثائرين ضد حكم عبدالناصر احتجاجا علي الهزيمة،‮ ‬وكنت في صف القذافي حاكم ليبيا السابق بينما كان أبي أول من اكتشفه وهاجمه بضراوة سنة‮ ‬١٩٧٢،‮ ‬والحمد لله انني اكتشفت مبكرا أن والدي معه حق تماما في موقفه وكان بعيد النظر بينما أنا المخطئ‮ ‬١٠٠٪‮ ‬وخلال هذه الفترة لم تتعرض العلاقة بيننا لأي خدش لأنه احترم رأيي ووجهة نظري،‮ ‬كان والدي مثاليا بحق في علاقته معي،‮ ‬وعندما انضممت إلي التيار الإسلامي كان ذلك مدعاة لمزيد من التقدير والحب والاحترام للوالدين‮.. ‬وهكذا نما الحب بيننا أكثر‮!‬وفاجأت صديقي الحائر قائلا‮: ‬وأيه رأيك ياصاحبي أنه كانت هناك أفكار عديدة مشتركة بيننا‮.‬صاح قائلا‮: ‬غريبة دي‮.. ‬ما الذي جمع كاتب المرأة مع ابنه الإخواني؟؟وإلي اللقاء الأسبوع القادم بإذن الله لأشرح لكم الأفكار المشتركة التي لا خلاف عليها بيني وبين أبي إحسان عبدالقدوس عليه مليون رحمة وليس ألفاً‮ ‬فقط‮!‬


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق