ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الخميس، 16 يناير 2014

المصري اليوم-, دنيا العجائب

قبل أيام كانت ذكرى مولد النبى عليه الصلاة والسلام، ويدخل فى دنيا العجائب الفارق الكبير بين تعاليم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلام وأوضاع أتباعه فى القرن الخامس عشر من الهجرة أو الحادى والعشرين الميلادى.. البون شاسع بينهما.. فى القرآن الكريم تجد قوله تعالى: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» ومع ذلك اشتهرت طائفة من المسلمين بالغلظة والشدة والعنف حتى أصبحت فى بعض الأحيان مرادفة للإرهاب! مع أننا نكرر يومياً فى صلواتنا صفة «الرحيم» قبل بدء كل صلاة، وهى من أسماء الله الحسنى، وتعنى «كثير الرحمة».
والجدير بالذكر أن إسلامنا الجميل أول من أعطى للمرأة ذمة مالية مستقلة منفصلة عن زوجها، وسبق بذلك الحضارة الغربية وبلاد الخواجات بقرون عدة! وبعدما كانت «ولا حاجة» فى ظل الجاهلية جاء الإسلام ورفعها مكاناً علياً وأعطى لها حقوقاً عدة، وجعل إرادتها هى الفيصل فى زواجها، فلا يجوز إجبارها على الارتباط بشخص لا تريده! ولكن فى القرون الأخيرة ساد الضعف والخيبة بين المسلمين، وتراجعت مكانة حواء بطريقة خطيرة، وعادت كما كانت إلى أيام الجاهلية فى العديد من البلدان الإسلامية، حيث انتصرت عقلية الرجل الشرقى أو «سى السيد» على التعاليم الإسلامية! وتراجعت مكانة إسلامنا الجميل فى ظل سيطرة عقلية البدو، حيث المرأة مخلوق درجة ثانية إلى جانب سيدها الرجل، ووظيفتها الأولى فى الدنيا خدمته! وينظر إلى المساواة على أنها بدعة قادمة من الغرب! وتلك العقلية البدوية أراها من أهم أسباب انتشار تقاليد الخواجات وأفكارهم فى بلاد المسلمين.
فى عهد النبى، صلى الله عليه وسلم، وخلفائه من بعده كانت المرأة تمارس حياتها بطريقة طبيعية، والمجتمع يسوده اختلاط محترم، حيث آدم وحواء معاً داخل المسجد وخارجه فى مختلف المجالات، ولكن فى عصور الضعف فُرضت على المرأة عزلة قاتلة وانفصال نَكِد، فالمرأة الفاضلة هى التى لا ترى رجلاً ولا يشاهدها أحد من بنى آدم! وتلك عقلية الرجل الشرقى بامتياز! فكل ما يتعلق بحواء حرام، حتى مصافحتها! والإسلام بالطبع برىء من هذا السلوك! ويدخل فى دنيا العجائب انتشار النقاب باسم تعاليم الدين، فى حين أن ثلاثة من أئمة الفقه العظام أكدوا أن الحجاب هو الأصل فى الزى الإسلامى، وهم: أبوحنيفة ومالك والشافعى، والوحيد الذى نادى بالنقاب من الأئمة الأربعة الكبار هو أحمد بن حنبل، رحمهم الله جميعاً.
وتقول سيدتى عائشة، زوج النبى عليه الصلاة والسلام: «كان خلقه القرآن» والمعروف أنها كانت الأقرب إلى قلبه بعد زوجته الأولى السيد خديجة «أول من آمن به»، وتعبير «كان خلقه القرآن» لا تجده إلا قليلاً، أو قل نادراً، بين أتباع سيدنا نبى الإسلام، ومعظمهم يكتفى بتأدية العبادات ولكن سلوكهم فى الحياة ومع الناس فى واد آخر مختلف! ورأينا من يؤمن بالله رباً ومحمد نبياً ورسولاً نظرياً فقط، ويكتفى بذلك، ولا يؤدى الصلاة ومعظم العبادات الأخرى على أساس أن ربنا غفور رحيم، ويعرف أن حبه لخالقه يسكن قلبه دون الحاجة إلى إظهار ذلك، وهذا الأمر بالطبع أراه يدخل فى دنيا العجائب! وأسألك: ألست معى فى ذلك؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق