ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الخميس، 30 يناير 2014

المصري اليوم- دنيا العجائب -

أخبرتك فى الأسبوع الماضى أن الطلاق أصبح فى عصرنا النكد منافساً قوياً للزواج!.. ولم يعد كما كان فى الماضى أمراً استثنائياً بكل المقاييس!
وكان من المفترض فى مواجهة استفحال تلك الظاهرة أن يتشدد العلماء فى موضوع الطلاق وتصدر القوانين التى تؤكد أن الدولة لا تعترف إلا بالطلاق السنى، وترفض الطلاق البدعى الذى يكون وفق أهواء الناس بعيداً عن تعاليم إسلامنا الجميل، يعنى بدعة ما أنزل الله بها من سلطان!.. ولكن شيئاً من هذا كله لم يحدث، وكانت النتيجة مؤسفة، حيث تجد بعض آيات من القرآن الكريم التى تتحدث فى هذا الموضوع قد أصابتها أزمة قلبية!.. وانقطعت صلتها بالواقع وأصبحت مجرد حبر على ورق وأعوذ بالله، وأستغفر ربنا مليون مرة.
وإذا أردت دليلاً على صحة كلامى فإننى أذكر لحضرتك الآية رقم 35 من سورة النساء وفيها قوله تعالى: «وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما إن الله كان عليماً خبيراً»، صدق الله العظيم، لكن هذه الآية الكريمة لا مكان لها فى حياتنا المعاصرة
والعديد من العلماء يرفضون الطلاق الذى يقع فى حالة الغضب، والتى تجعل الإنسان يفقد عقله مثلما حدث مع سيدنا موسى عند عودته إلى قومه بعد أن كلم ربه وأخذ منه الألواح فوجد أتباعه يعبدون العجل فبلغ به الغضب أشده، ويصور القرآن الكريم ما جرى فى الآية 150 من سورة الأعراف «ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال بئسما خلفتمونى من بعدى أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه...» إلخ الآية، فهذا نبى ومع ذلك خرج عن صوابه وألقى بالألواح الإلهية على الأرض وتشاجر مع أخيه، وذلك بسبب شدة الغضب التى أخرجته من طوعه، ولكن سرعان ما أفاق وندم، وفى الآية التالية مباشرة تجد استغفاره لربه: «قال رب اغفر لى ولأخى وأدخلنا فى رحمتك وأنت أرحم الراحمين».
وأغرب ما فى هذا الأمر كله أن العديد من الفقهاء الذين يرفضون وقوع الطلاق المخالف للسنة يجيزون آثاره كاملة رغم أنهم يقولون إن صاحبه يأثم! طيب إزاى؟ وليه وهذا أمر بالطبع يدخل فى دنيا العجائب أو باب صدِّق أو لا تصدِّق.
وفى الجزء الثامن والعشرين من القرآن تجد فى سورة الطلاق أحكاماً تنظمه فهو لا يتم فى أى وقت، وللمرأة حقوق ينبغى الحفاظ عليها، ويختم كلامه عن تلك الأحكام قائلاً: «تلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدرى لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً». ومع ذلك فلا أحد يحترم حدود الله إلا قلة نادرة.
وأخلص من كلامى إلى أن هناك أسباباً أربعة لانتشار الطلاق فى مجتمعنا:
- عدم وجود محاولات للصلح قبل الطلاق كما حث القرآن على ذلك.
- الغالبية العظمى من حالات أبغض الحلال إلى الله تقع فى لحظات الغضب.
- موقف جمهور العلماء الذين أجازوا سريان الطلاق المخالف للشرع بحجة أن عقاب صاحبه عند ربنا فى الآخرة!
- الطلاق عندنا يتم فى أى وقت على حساب مزاج الرجل الشرقى! وهذا أيضاً مخالف للشرع وأراه يحتاج إلى مزيد من الشرح والتفصيل، ومن فضلك انتظرنى الأسبوع القادم إن شاء الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق