تلك التسجيلات الصوتية التى أذيعت فى قنوات تليفزيونية بهدف الإساءة إلى بعض أبناء بلدنا، والتشكيك فى وطنيتهم، دليل جديد أن بلادى عادت من جديد للخلف در.. إلى أيام مبارك أو النظام البائد قبل أن تطيح به ثورة يناير الخالدة.
ففى كل دول العالم المحترمة لا يجوز التنصت على الاتصالات الهاتفية للمواطنين إلا بإذن قضائى، لكن فى البلاد التى يحكمها نظام "بالروح بالدم نفديك" الوضع مختلف تماما؛ فالتجسس على المواطنين شىء طبيعى ولا غبار عليه!!
ولعل حضرتك تلاحظ أننى وضعت فى عنوان مقالى كلمة "بامتياز"، ولم أكتف بعنوان: عودة إلى نظام مبارك! فما الذى دفعنى إلى ذلك؟ والإجابة أن مصر الكنانة عادت أسوأ من النظام السابق، وبلادى حاليا فى حالة يرثى لها بطريقة لم تحدث من قبل! وفى أجهزة الأعلام بالذات حملة كراهية لفصيل من المصريين هم الإخوان المسلمون بلغت ذروتها!
بلغت ذروتها بتشجيع الاعتداء عليهم وعلى مقارهم ومساكنهم وأماكن عملهم، وكأننا فى إسرائيل التى تضطهد العرب، أو جنوب إفريقيا قبل قدوم نلسون مانديلا الذى وضع حدا للصراع بين البيض والسود!
والجدير بالذكر أن حملة الكراهية التى تشهدها بلادى حاليا مجرّمة وفقا للمواثيق والاتفاقيات الدولية التى وقعت عليها الحكومة المصرية، وصدقت عليها السلطة التشريعية، وتعتبر جزءا لا يتجزأ من المنظومة القانونية المصرية!
والثورة المصرية كانت حلما فى قيام دولة حديثة تقوم على ديمقراطية حقيقية وتداول للسلطة ومشاركة كل الأطياف السياسية، لكن حاليا نجد أن "أمن الدولة" قد استرد قوته، والقبضة الأمنية اشتدت على بلدنا، والتجسس على الناس عينى عينك؛ وهناك آلاف من سجناء الرأى والقضاء وقع فى قبضة السلطة، وغير ذلك من المظاهر التى تؤكد عودة النظام القديم، فهل نحتاج إلى ثورة جديدة؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق