ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الخميس، 12 سبتمبر 2013

المصري اليوم, أشهر حديث نبوى وراءه امرأة!

«إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه»! هذا الحديث النبوى الشريف تجده فى معظم الأحيان فى بداية كتب الأحاديث لأهميته القصوى، فالنية محلها القلب ولا يعلمها إلا الله، وكل عمل تقوم به لابد أن يكون له غرض فى نفسك سواء كان طيباً أو غير ذلك، وهل فوائده تعود عليك وحدك أم على المجتمع كله.. قال الفقهاء هذا الحديث أساس متين من الأعمدة التى يقوم عليها إسلامنا الجميل.

وقد يبدو لأول وهلة من هذا الحديث أن هناك تناقضاً بين نية الإنسان فى الجمع بين الآخرة والدنيا وعليه أن يختار إحداهما.. أما الهجرة إلى الله ورسوله أو الاستمتاع بالدنيا والزواج من النساء، وهو الأمر الذى يبدو غريباً لأن الارتباط الشرعى بنصفك الآخر سنة مؤكدة، والإسلام يكره جداً العزوبية أو أن تكون المرأة عانساً!وتبدو هنا أهمية معرفة السبب الذى من أجله ذكر نبى الإسلام عليه الصلاة والسلام كلامه سالف الذكر، والمناسبة أن من أعتنقوا الإسلام بمكة هاجروا إلى المدينة المنورة حيث مقر الدعوة الجديد، وشك سيدنا النبى فى أحد هؤلاء المهاجرين فاستدعاه وبسؤاله عن سبب ذهابه إلى المدينة، كان الرجل صريحاً وصادقاً لا يعرف الكذب، فأخبره أنه ذاهب إلى هناك للزواج!! وتلك هى قصة هذا الحديث، ولم تذكر كتب التاريخ اسم هذا الصحابى، واكتفت بأن أطلقت عليه لقب «مهاجر أم قيس» فهو فى الظاهر خرج للهجرة، لكن غرضه كان الزواج «من أم قيس» فاستحق اللوم والعتاب لتعارض الظاهر مع الباطن مع أن النكاح مباح بل هو مطلوب، ويقاس على ذلك أشياء كثيرة جداً فى هذه الدنيا الفانية مثل من ذهب إلى الحج وهو يقصد التجارة فى حقيقة الأمر فالهدف ظاهره شىء بينما حقيقته أمر آخر.وحضرتك إذا توليت منصباً ما أو عملت فى البيزنس فالنية لها دور أساسى فى ثوابك عند الله ومكافأة السماء لك فى الآخرة على جهدك الذى بذلته فى الأرض! فإذا كان غرضك خدمة بلدك ونهضة المجال الذى تعمل فيه فربنا يفتح عليك بإذن الله فى الدنيا والآخرة، أما إذا كان هدفك «نفسك وبس» وتطيح بكل القواعد لهذا الغرض، ومنصبك وسيلة لظلم الناس فلا تتوقع أن تفوز بالثقة الإلهية وحب ربنا لك، وآه من أصحاب الأقلام، ونية كل واحد فيما يكتبه هى الفيصل فى مدى رضاء الله، ولا يعلم بهم إلا خالقهم وحده، فالكلمة يمكن أن ترفع صاحبها إلى فوق وتحتسب ضمن أعماله الصالحة وتوزن بميزان من دهب أو تهوى به إلى الحضيض إذا كان فيما يكتبه نصرة لشياطين الإنس!! والخلاصة أن من أهم الأشياء فى هذه الدنيا نية الإنسان فى كل عمل يقوم به سواء أكان صغيراً أم كبيراً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق