من الواضح أن الرئيس الانقلابى المؤقت يحيط به عدد من مستشارى السوء، فى مقدمتهم مستشاره السياسى الدكتور مصطفى حجازى، ومن المفترض أن يكون من بين صفاته الانفتاح على كل القوى السياسية، ولكن من الواضح جدا أن صاحبنا هذا يكره الإخوان من أعماقه، فقد هاجمهم أكثر من مرة فى حواراته، وفى آخر حديث له مع صحيفة "ديلى تلجراف"طالب زعماء الإخوان المقبوض عليهم باعتزال الحياة السياسية!!
وقال أرى أن التقاعد أفضل شىء بالنسبة لهم، فهم لا يتمتعون بثقة الشعب أو الحكومة، ومعظمهم لهم أفكار متطرفة، وتورطوا فى التحريض على العنف!
وهذه الأقوال لا تصدر إلا من شخص شديد التعصب، ولا يمكن أن تصدر من واحد سياسى يعلم تماما أن الانتخابات هى الفاصلة فى مدى تقبل الناس للأحزاب والجماعات، والإخوان حازوا دوما ثقة الشعب، فكيف يطالبهم بالاعتزال؟!
أفهم أن يشجع الجماعة على إخراج جيل جديد، أما أن يقول عن القدامى "مالهمش لازمة".. فهذا تطاول مرفوض، ثم إنه يدينهم قبل تقديمهم إلى محاكمةعادلة! وهكذا فإنك إذا وصفته بأنه مستشار سوء فلم تكن قد ظلمته!!
ولم يكتف المقرب من الرئيس الانقلابى بالتأكيد على تعصبه، بل أكد طابع النظام العسكرى حين امتدح قائد الانقلاب ودعا إلى ترشحه لرئاسة الدولة، ولاحظ حضرتك أنه لا يتـحدث هنا بصفته الشخصية؛ بل له صفة رسمية؛ ومعنى كلامه ببساطة أن الحكم القائم كله يتمنى أن يخلف الفريق "السيسى" رئيس الانقلاب المؤقت، وفى حواره مع الصحيفة البريطانية قام بتشبيه قائد الانقلاب بالجنرال "إيزنهاور" القائد العسكرى الأمريكى الذى تولى رئاسة الولايات المتحدة فى فترة الخمسينيات من القرن العشرين الميلادى، وتلك المقارنة لا محل لها من الإعراب؛ فالقائد الأمريكى كان دوره كبيرا فى قيادة أمريكا وحلفائها نحو النصر فى الحرب العالمية الثانية، فاستحق عن جدارة رئاسة الولايات المتحدة، وجاء بالانتخاب ولم يأت على ظهر دبابة! ومن هنا يـتيبن لحضرتك أنه لا مجال لأى مقارنة بين الرجلين.. أليس كذلك؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق