هل يمكن أن ترى مشهدا ناجحا وصحيحا إذا كان أبطاله غائبين ولا يوجد على المسرح سوى "الكومبارس"؟؟ تلك الخاطرة دارت فى ذهنى وأنا أتابع الاتجاه إلى حل الأحزاب الدينية من قِبل لجنة "الخمسين" التى شكلتها السلطة الحاكمة لإجراء تعديلات جذرية فى دستور الثورة الذى ارتضاه الشعب؛ وعندى خمس ملاحظات على ذلك:
أولها: أن تلك الكيانات المطلوب حلُّها اسمُها الأحزاب الدينية؛ ومنعا للحرج وسخط الناس وثورتهم على ذلك فقد تم استبدال كلمة "إسلامية" بتعبير غامض اسمه الأحزاب الدينية!
والملاحظة الثانية: أن تلك القوى المطلوب طردها من الساحة السياسية أثبتت فاعليتها، وتصدّرت المشهد؛ سواء قبل الثورة أو بعدها، وأقبل الناس على انتخابها؛ وظهر ذلك خاصة بعد ثورتنا الخالدة فى 25 يناير، بينما الأحزاب العلمانية والمدنية لم تحقق سوى نجاح محدود، وبدا كأنهم كومبارس إلى جانب إبطال المشهد، بل إن بعض من هؤلاء مثل حزب الكرامة استعان بالإخوان فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة، ووضع بعض أعضائه على القائمة الإخوانية لضمان فوزهم.
والملاحظة الثالثة: أن منع من يتصدرون المشهد من العمل السياسى يتنافى مع الديمقراطية ذاتها، ومن أُولى قواعدها السماح لكل القوى السياسية بالتعبير عن نفسها، والعمل العلنى؛ كما أنه يتعارض مع الدستور المصرى ذاته الذى نص "من زمان" أو منذ عشرات السنين على أن مبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع، وتلك هى ملاحظتى الرابعة..
وأخيرا.. فإنه يكفى جدا ما نص عليه دستور الثورة من منع قيام أحزاب على أساس التمييز بين المواطنين؛ لضمان تحقيق المساواة الكاملة بين أبناء الوطن الواحد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق