بالأمس طالبت القوى الوطنية بوضع قائمة سوداء للقضاة المتعاونين مع العسكر، وذلك كشكل من أشكال المقاومة للحكم العسكرى الجاثم على أرضنا! وتلك الفكرة أبعد ما تكون عن إرهاب القضاة؛ فهى حركة سلمية100%، ولها فوائد عدة؛ أولها التأكيد على أن قضاء مصر الشامخ بخير، لكنه يحتاج إلى إصلاح، وهناك بعض الرءوس التى تسىء إليه، التى ينبغى تطهير قضائنا منها، وآخرها هذا القاضى المتعصب الذى أصدر حكما بحل جماعة الإخوان رغم عدم اختصاصه، بناء على طلب أعضاء من حزب التجمع اليسارى، فى واقعة شاذة لم تحدث من قبل! فتلك هى الفائدة الأولى لتلك القائمة، وهى كشف القضاة الذين أساءوا إلى بلادنا وتميزهم عن زملائهم الشرفاء الذين يمثلون الغالبية العظمى.
القاضى الذى يجد اسمه فى قائمة لا تشرفه فى شىء يحاول مراجعة نفسه وأحكامه لينضم بعد ذلك إلى كوكبة القضاة الذين تفتخر بهم بلادى، فوضعه فى القائمة قد يوقظ الخير الموجود فى قرارة نفسه ليظهر على الملأ وحكم سلوكه بدلا من الهوى المتبع! وهناك فائدة ثالثة تتمثل فى تحذير المتقاضين، فهم عندما تقع قضيتهم فى يد واحد من هؤلاء سيأخذ حذره ويضاعف من جهده؛ لأنه يعلم أن العدالة فى خطر، والقاضى الذى ينظر قضيته غير مؤتمن عليها!!
وأخيرا فإن تلك القائمة يمكن أن تساعد الحكم الجديد فى محاسبة هؤلاء القضاة بعدما تشرق شمس الحرية فى بلادى ويزول الكابوس الذى يحكمنا، ويصبح تطهير القضاء وإصلاحه واجبا، وعزل هؤلاء الذين أفسدوا لن يتم على الطريقة الناصرية، فيما عرف بمذبحة القضاء، بل ستعطى لهم كامل الفرصة للدفاع عن أنفسهم!
وفى أساليب العقاب للمخطئ تجد الفارق كبيرا بين النظام الديمقراطى والحكم المستبد.. أليس كذلك؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق