لم أتردد لحظة واحدة فى إدانة محاولة اغتيال وزير الداخلية رغم اختلافى معه مليون مرة ورفضى الكامل لسياسة وزارته فى قمع الإسلاميين عامة والإخوان خاصة!
ومن حق حضرتك أن تقول لى: يا أخى اسكت! التزام الصمت فى هذه الحالة أمر مطلوب "فالسكوت من دهب"! أما المسارعة بالإدانة فهذا أمر غير مفهوم!
والإجابة أن رفضى لما جرى يقوم على أسباب محددة أستطيع تلخيصها فى عدة نقاط:
أولها أننى أرفض العنف والإرهاب بكل صوره وأشكاله، فهذا مبدأ أعتنقه والغالبية العظمى من الإسلاميين أراهم يشاركوننى فى رفض هذا الأمر سواء أكان قادما من الدولة أم من الأفراد.
والسبب الثانى أننى أحب وطنى، وتلك السلسلة الجهنمية من العنف والإرهاب المستمرة منذ الانقلاب تؤدى ببلادى التى أحبها إلى طريق مسدود، مع تأكيد أن المسئول الأول عنها هم أولئك الذين أطاحوا بالشرعية وخلعوا الرئيس المنتخب، وفى عهدهم مات فى شهرين فقط أكثر من المصريين الذين ماتوا خلال الثورة كلها، بل فاقت أعدادهم أولئك الذين لقوا ربهم منذ عهود بعيدة، فقد احتل بجدارة المرتبة الأولى بين كل الحكام المستبدين الذين حكمونا.
وأخيرا فإننى أتفهم منطق ضرورة الانتقام من وزير الداخلية جزاء على جرائمه فى حق شعبنا، ولكن بتقديمه إلى محاكمة عادلة بعد الإطاحة بنظام الاستبداد وشروق شمس الحرية فى بلادى، وخلال محاكمته التى أرجو أن تكون قريبة بإذن الله سيحاول بالطبع الدفاع عن نفسه.
وستنكشف أسرار وحكايات مذهلة لا تخطر لك على بال حول هذه المرحلة الصعبة التى نعيشها، وغدا بإذن الله موعدى مع حضرتك حول قائمة الاتهامات المحددة التى تنتظر وزير الداخلية عندما تُجرى محاكمته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق