سين وجيم, المراجعة الفكرية التي يحلم بها الاستبداد

عندما قامت الجماعات الاسلامية بمراجعة افكارها قبيل نهاية القرن الميلادي الماضي كان هذا امرا مطلوبا، فقد اوصلهم العنف الي طريق مسدود، وخسروا بسببه خسرانا مبينا!! واذا نظرنا الي جماعة الاخوان المسلمين نجدهم قد اختطوا لانفسهم طريقا آخر، ومنذ عودتهم الي العمل العلني ايام الرئيس الراحل انور السادات رحمه الله، لم ينسب اليهم اي حادث ارهابي برغم كثرة التلفيقات والقضايا التي حوكموا بسببها امام قضاء العسكر وهم منها ابرياء! وبعد الانقلاب الذي اطاح بالرئيس المنتخب اختلط الحابل بالنابل، وتمسك الاخوان بالسلمية في مواجهة الظلم الذي تعرضوا له! والاستبداد السياسي وانصاره يطالبون الجماعة بمراجعة افكارها ويحلمون بشيئ واحد ولا ثاني له، وهو فصل الدين عن السياسة، فالاخوان يرون عن حق ان الاسلام دين شامل للحياة يضع الخطوط الاساسية لتوجهات البشر في كافة المجالات.. سياسة واقتصاد والعلاقات بين الناس الخ... ويترك لهم التفاصيل.. فهو دين ودولة، وهكذا نعرف الاسام كما نزل علي سيدنا محمد صل الله عليه وسلم، لكن اعداء الدعوة الاسلامية يريدون ديننا علاقة شخصية بين الانسان وربه وهم لايخفون ذلك، بل يعلنونه جهارا نهارا حتي تخلوا لهم الساحة ويعربدوا في الارض دون رادع، فالدين عندهم يقتصر علي العبادات ولا صلة له بشئون الحياة ومكانه المسجد
واقول مؤكدا ان حلم الاستبداد السياسي في تلك المراجعة الفكرية لن يتحقق الا في المشمش!! مهما كانت الضغوط علي التيار الاسلامي.. لقد فهمنا اسلامنا الجميل بطريقة شاملة متكاملة ولن نتنازل عن ذلك.