حوار مع حائر - أخبار اليوم,

حواري هذا الأسبوع مع صديقي الحائر كان عن صندوق «تحيا مصر» وقد بلغت حصيلته حتي كتابة هذه السطور ٤ مليارات و١١٢ مليون جنيه.قال صاحبي: أنا تبرعت بمبلغ «حلو» للصندوق ثم سألني: وأنت كم دفعت، كانت اجابتي: ولا مليم!! ثار واحتج واتهمني بعدم الوطنية!!كظمت غيظي منه بصعوبة وقلت له في هدوء مفتعل: ولماذا لا تفهم وجهة نظري أولا قبل اطلاق الاتهامات، واتهامك هذا «أي كلام»! فلم يقل أحد إن الوطنية حكر علي من تبرعوا للصندوق.رد صاحبي: اتفضل يا أخي سمعني وجهة نظرك! ولكن لا تحاول التشكيك في هذا المشروع الوطني؟تجاهلت كلامه قائلا: عندي اربعة اسباب تحديدا دفعتني الي الحذر وليس رفض المشروع والفارق كبير بين الحذر والرفض!وشرحت ما اعنيه وكانت أول نقطة التجارب السابقة للمصريين في هذا الموضوع.طرأت الحيرة علي وجه صاحبي وسألني: ماذا تعني.. مش فاهم؟قلت له: لو كنت ناسي أفكرك!! في عهد مبارك سمعنا الكثير من دعوات التبرع مثل جمع الاموال لتنمية سيناء وتعميرها ثم لا شيء!! يعني الامر كله طلع «فشوش» فالانسان لابد ان يأخذ حذره من دعوات التبرع التي تدعو اليها الدولة حتي تتضح جديتها في ذلك، وصدق من قال: المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.وانتقلت إلي السبب الثاني: المليونيرات سارعوا إلي التبرع للصندوق وعندي ملاحظتان في هذا الموضوع أولاهما انه مع احترامي الكامل لرجال الاعمال إلا ان بعض المتبرعين عليهم شبهات وعدد منهم متهم بالاستيلاء علي اراضي الدولة ومع ذلك تبرع للصندوق وكأنه يريد ان تغفر له الحكومة ما فعله، وهذا لن يكون بإذن الله ثم انني احببت ان يكون صندوق «تحيا مصر» شعبيا من الطراز الاول يتبرع له البسطاء قبل الاثرياء ولذلك اعجبني جدا موقف تلك العجوز العمياء التي استقبلها رئيس الجمهورية وقام بتوصيلها بنفسه حتي السيارة، مع ان كل ما تبرعت به قرط من الذهب كانت تضعه في اذنيها.والامر الثالث يتمثل في «آه من البيروقراطية» وتفاصيل ذلك ان صندوق «تحيا مصر» اعلن عن قيامه قبل شهور، وانهالت عليه التبرعات منذ اللحظات الاولي، ومع ذلك لم يبدأ عمله حتي الآن وهذا امر غير مفهوم ولا يستطيع عقلي ان يستوعبه.. طيب ليه؟واخيرا أقول انه اذا بدأ نشاطه بالفعل وركز علي خدمة الفقراء واولاد الشوارع «وكل الناس اللي تحت» فإن هذا الامر سيدفع المصريين ليكونوا اكثر حماسا للتبرع وفي مقدمتهم حضرتي!! وكل خير لبلادي أنا معاه قلبا وقالبا.