في تونس العاصمة تجمع مئت من الاشخاص امام مقر حزب النهضة بقيادة راشد الغنوشي تأكيدا لثقتهم في قيادة الحزب، وتلك التظاهرة لفتت نظري جدا، فالحزب الذين ينتمون إليه خسر الانتخابات ، وجاء ترتيبه الثاني بعد "نداء تونس" الذي ضم عدد من التيارات العلمانية لا يجمعها شيئ سوي عداءها للتيار الاسلامي!! فلماذا هتف انصار الغنوشي بحياته بدلا من المطالبة بإسقاطه?? واجراء تغييرات جذرية في الحزب الخاسر?? الاجابة واضحة جدا، فحزب النهضة لا يعتبر خاسرا بأي حال من الاحوال، وفقدانه لعشرين مقعدا "ولاحاجه" الي جانب المؤامرة الكبري التي كانت تدبر له لإخراجه من المشهد السياسي كله علي الطريقة المصرية، وتكرار ما جري في مصر من البطش بالإخوان! لكن لغنوشي ورفاقه في تونس استطاعوا بحكمتهم افساد كل المؤامرات التي تعرضوا لها، ونجحوا ببراعة في تخطي العقبات التي وضعت في طريقهم تمهيدا لذبحهم علي الطريقة المصرية واستفادوا تماما من مأساة مصر واخذوا منها الدروس والعبر، وصدق من قال: "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين"، وساعدهم في ذلك ان الجيش في تونس اعتبر نفسه ملكا اجميع التونسيين ورفض الانحياز لخصوم التيار الاسلامي كما جري ببلادنا وظل علي الحياد بعيدا عن السياسة، ولذلك فهو يستحق تعظيم سلام من كل انسان وطني ينحاز للديمقراطية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق