ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

السبت، 22 نوفمبر 2014

عجايب عبد القدوس-روز اليوسف, طراز نادر من النساء

هذا الكلام كله من وجهة نظرى غطاء للانحراف باسم الحب، بل أراه إهانة لتلك العاطفة النبيلة، ويا أيها الحب كم من الجرائم ترتكب باسمك!
إذا طلب منى الصديق إبراهيم خليل رئيس التحرير صورة والدتى التى هى محور كلامى عن أبى فى هذه الحلقة وما قبلها، فإننى سأقول له بأدب وبكل تواضع: أنا آسف.. ممنوع. وبالطبع سيعتبر هذا الأمر من العجائب، خاصة أنها توفيت قبل عشرين عاما وغادرت الدنيا الفانية إلى الحياة الخالدة! والمؤكد أنه سيسألنى عن السبب والإجابة ستدخل فى دنيا العجائب للمرة الثانية: تلك هى رغبتها رحمها الله، فلم تكن تحب أبدا نشر صورها، بل كانت تفضل العيش فى الظل مع أبى أو «سانو» كما كانت تناديه وهو وحده صاحب الحق فى الأضواء والشهرة، أما هى فترى أن نجاحها فى الدنيا يتمثل فى نجاح شريك عمرها ومدى قدرتها على توفير كل سبل الراحة له حتى يتفرغ للكتابة وينجح ويتألق ويرتفع إلى الأعلى.وهذا النوع من النساء يكاد ينقرض من عالمنا، فقد بدأت معه من الصفر فى شقة صغيرة بحى عابدين لا تتجاوز حجرتين، وظلت أربع سنوات لا تنجب لأن مفيش فلوس!! وبعدما وصل دخل «سانو» إلى ستين جنيها شهريا أنجبت العبدلله الذى هو أنا!! وانتقلوا إلى عمارة «سيف الدين» بشارع قصر العينى وبعد ذلك أنجبت أخى أحمد، والجدير بالذكر أن شقة سيف الدين شهدت مجد أبى رحمه الله فى رئاسة روزاليوسف، وكانت أوسع بكثير من شقة عابدين المتواضعة ذات الحجرتين.وهذا الأمر أراه يدخل فى دنيا العجائب.. وإذا أردت حضرتك التأكد من ذلك فمن فضلك قارن بنات اليوم بنساء الأمس لتعرف الفارق.. والفتاة العصرية فى زماننا هذا تزعم أن الزواج حاجة والحب شىء مختلف!فهى تتزوج بعقلها ولكنها تحب بقلبها وليست مستعدة لتبدأ مع حبيبها من نقطة الصفر وتشقى باسم الحب، بل تريد العريس الجاهز، فهى لا تريد أن تذهب وتصعد السلالم مع حبيب القلب بل عايزة أسانسير جاهز تركبه مع العريس الجاهز إلى دنيا جديدة تعيش حياة مترفة أو على الأقل معقولة، فليس هناك شد أحزمة على البطون ولا الحرمان من الكماليات من أجل الصمود مع العريس الفقير المكافح الذى تحبه. وهذا الكلام كله من وجهة نظرى غطاء للانحراف باسم الحب، بل أراه إهانة لتلك العاطفة النبيلة، ويا أيها الحب كم من الجرائم ترتكب باسمك! وانظر إلى تلك التى تقول: لا أستطيع أن أعيش وقلبى خال!! فقلبها فى هذه الحالة مثل اللوكندة أو الفندق يكثر الداخلون إليه والخارجون منه حتى لو كان خمس نجوم!! بعكس تلك التى يرتبط عندها الحب بالزواج برباط وثيق، فالقلب فى هذه الحالة زى القصر الشامخ ممنوع طرق أبوابه إلا لفارس واحد فقط.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق