حوار مع حائر،المظاهرات الهزيلة

سألني صاحبي: هل شاركت في المظاهرات الهزيلة التي جرت بالأمس ورفع فيها المتظاهرون المصاحف وادعوا انها ثورة إسلامية؟

طرأت الحيرة علي وجهي وتساءلت ما لزوم هذا السؤال «البايخ» السخيف!!

قال: السؤال مهم يا عمنا لأسباب ثلاثة..قلت له بعدما اشتدت دهشتي: ثلاثة أسباب مرة واحدة يا مفتري!! أخبرني بها يا حضرة!كان رده: عايزك تهدأ قليلا يا حبيبي وتسمعني لانني لا أهاجمك بل فقط اسأل سؤالا مشروعا محاولا تفسير سلوكك!وأضاف قائلا: أما عن السبب الأول فإن لك تاريخا حافلا في المظاهرات منذ أيام مبارك وحتي هذه اللحظة: وسلالم نقابة الصحفيين شاهدة علي ذلك. فأنت مشاغب من الطراز الأول ومختلفة عن كل زملاؤك من أصحاب الأفلام الذين يكتفون بكتابة أرادهم ولا ينزلون إلي الشوارع!!وعن السبب الثاني قال: حضرتك تنتمي إلي التيار الإسلامي الذي دعا إلي تلك التظاهرات المرفوضة من جموع الشعب، وأخيراً فانك معارض للأوضاع القائمة وأنا قرأت لك «مليون» مقال تهاجم فيها المسئولين بالدولة.وبعدما استمعت إلي رأيه كاملا قلت له: وأنا عندي ثلاثة أسباب أخري دفعتني إلي عدم المشاركة في تلك الاحتجاجات، واعلنت رفض لها بصراحة ووضوح.. أما عن السبب الأول فانني افتخر بتاريخي الحافل بالمظاهرات، لكنني كنت دوما سلميا ولا اعرف الشماريخ ولا الخرطوش وأرفض العنف تماما.  عن السبب الثاني قلت انني لا أخفي أبدا انتمائي للتيار الإسلامي فهي ليست تهمة حتي اتبرأ منها، لكنك وقعت يا صاحبي في خطأ فادح عندما قمت بالتعميم واتهمت التيار الإسلامي بأنه الداعي إلي تلك التظاهرات! وهذا غير صحيح، ومن فعل ذلك هم المتطرفون منهم فقط!قاطعني قائلا: لكن الإخوان هم من الداعين لتلك المظاهرات وكان أكبر فصيل إسلامي بلغة الماضي!!كانت إجابتي: اعرف العديد من أصدقائي الإخوان رفضوا المشاركة، واذا كانت الجماعة قد دعت إلي ذلك صراحة تبقي غلطانة! فأنا لا ادافع عن الخطأ، وقد انتقدتهم وهم في الحكم خاصة الإعلان الدستوري رغم انني عشت عمري معهم.رد قائلا: وعلشان كده لم يعطوك أي منصب عندما تولوا الحكم، وتم استبعادك من المجلس الأعلي للصحافة والمجلس القومي لحقوق الإنسان أو رئاسة أي جريدة أو تولي المسئولية في أي مكان.تجاهلت كلامه واخذت احدثه عن السبب الثالث قائلا: أول مظاهرة شاركت فيها في حياتي كانت سنة 1968م وانا طالب بالجامعة ضد عبدالناصر بسبب مأساة الهزيمة علي يد العدو الصهيوني: يعني منذ 46 عاما وانا في الشارع ولم افكر يوما في رفع المصاحف، بل كل التظاهرات التي شاركت فيها وهي بالمئات كانت تضم كل المصريين علي اختلاف طوائفهم ومسلمين وأقباطا معا، ولست مستعدا وأنا في آخر المشوار لتغيير سلوكي!!