جريدة الحرية و العدالة - تساؤلات, باسم يوسف بين الأمس واليوم

بالأمس رأينا الفنان الساخر "باسم يوسف" جزءًا من"الأوركسترا" التي كانت تعزف ضد الرئيس المنتخب, وفي طليعة الحملة الإعلامية التي وقفت في وجه من فاز في أول انتخابات رئاسية حرة بحق وحقيقي في تاريخ مصر, وقاد تلك الحملة فضائيات رجال الأعمال.
واليوم اختلف الوضع تمامًا بعدما قامت القوات المسلحة بالإطاحة بالرئيس الشرعي وأغلقت كل الفضائيات الإسلامية التي كانت تقف في صفه!
و"باسم يوسف" اليوم يعزف منفردًا في وجه السيسي وأنصاره والمنافقين الذين التفوا حوله؛ فقد استطاعت القوة المسلحة السيطرة على كل الفضائيات التي كانت تناوئ الرئيس مرسي.. فلا أحد يجرؤ على انتقاده لأنهم يعلمون أن انتقاد "السيسي بالذات" خط أحمر، ولكن باسم يوسف تجاوزه بشجاعة، وتعرض بسبب ذلك لحملة لاذعة من أنصار الانقلاب والكارهين للإخوان, وكانوا بالأمس يهللون له.
وأنا شخصيًا أتمنى له التوفيق في برنامجه الفريد من نوعه، والذي ليس له مثيل في كل برامج "التوك شو" الأخرى, فهو برنامج ساخر لا تجد شبيهًا له في العالم العربي كله الذي لم يعتَد على مثل هذه السخرية، بل على تأليه حكامه. 
وقلبي معه لأنني أراه على كف عفريت، خاصة وأنه يقدم برنامجه على فضائية "إم بي سي مصر" وهي سعودية الهوية، وكان هناك اتفاق واضح بعدم التعرض لأوضاع المملكة ولا أسرتها الحاكمة من بعيد أو قريب! لكنه مع ذلك معرض لخطر شديد لأن قادة السعودية تربطهم روابط وثيقة بالانقلاب في مصر, ولن يرضيهم بالطبع استمرار "باسم يوسف" في هذا العزف المنفرد ضد أصدقائهم.