ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الخميس، 27 فبراير 2014

المصري اليوم- دنيا العجائب -

صدَّق أو لا تصدَّق.. نظرة التيار الليبرالى المعتدل إلى عمل المرأة هى ذاتها وجهة نظر التيار الإسلامى المستنيرة، وأراهن أن البعض قد يعتبر ما قلته يدخل فى دنيا العجائب، ولكن إليك هذه القصة وعنوانها «استقالة عالم ذرة،» وبعد ذلك سنتحدث عن كاتبها الليبرالى والرسالة التى أراد توصيلها إلينا.
كانت دوما متفوقة باستمرار الأولى فى دراستها، وتؤمن تماما بأن من حق المرأة أن تعمل، مثلها مثل الرجل تماما، لا فارق بينهما أبدا وتخرجت بامتياز فى كلية العلوم وبدأت تعمل فى مجال خطير جداً فى الطاقة الذرية، وكانت أسرتها سعيدة بتفوقها ونبوغها خاصة أنها ارتقت بسرعة الصاروخ فى عملها لكن المشكلة تمثلت فى إصرارها على أن تكون عانسا حتى تتفرغ لعملها!! وكانت حجتها أنها لم تجد الرجل المناسب لها خاصة أنها ليست بالإنسانة التقليدية، بل فتاة نابغة بكل المقاييس، وتقدم لها أكثر من خاطب إلا أنها كانت ترفضهم الواحد تلو الآخر وأخيراً قدمت لها أسرتها «عريس لقطة» متفوقا مثلها ولم تجد فيه هذه المرة أى عيب وقبلته بعد تردد ووافق على كل طلباتها إلا مطلباً واحداً يتمثل فى تأخير الإنجاب، وبعد شد وجذب اتفقا على حل وسط وهو إنجاب طفل واحد لا غير. وبعد زواجها بفترة قصيرة عرفت طعم الأمومة لأول مرة، وشعرت أن طفلها هذا أهم من الدنيا وما فيها وحتى مجال الذرة الذى تعمل به، لكن للأسف لم تترجم شعورها هذا إلى واقع، بل تركته فى أحضان مربية شاطرة استأجرتها بمبلغ كبير لكنها فى قرارة نفسها لم تكن مستريحة. ولأول مرة رأيناها تعود إلى بيتها فور انتهاء دوامها الرسمى فى عملها مع أنها كانت تسهر الليالى فى معملها، لكن الطفل قلب حياتها كلها رأساً على عقب خاصة أنه أصيب فجأة بمرض غير معروف وأصبحت حياته مهددة، ورغم أنها كانت على الدوام تتصل بالمربية والأطباء المشرفين على علاجه إلا أنها لم تطمئن وشعرت بتأنيب ضمير، وبدأ أداؤها فى العمل يتراجع بسبب عدم التركيز، وأخيراً فاجأت الجميع باستقالتها، وقررت أن تمكث فى منزلها من أجل ابنها متفرغة لخدمته ورعايته وتربيته.
فقد استوعبت الدرس وتأكدت أن إجازة «كم شهر» لا تكفى لرعاية فلذة كبدها بل لابد أن تتفرغ له تماما «كذا سنة» حتى يدخل المدرسة، رفضت أن تلقيه فى حضانة ترعاه وتذهب إلى عملها بل قررت أن تظل معه حتى يشب عن الطوق ولذلك استقالت ولم تكتف بإجازة بدون مرتب، وهكذا استقالت عالمة الذرة من منصبها الخطير لأنها تأكدت أن منزلها ورعاية طفلها أهم شىء فى الدنيا ووظيفتها كأم لا تقلّ خطورة عن عالمة الذرة.
والمفاجأة التى أقدمها لحضرتك أن كاتب هذه القصة الجميلة هو أبى «إحسان عبدالقدوس» الكاتب الليبرالى العظيم، وهو أفضل من كتب عن مشاعر المرأة، ونظرته تلك هى ذات نظرة إسلامنا الجميل إلى عمل حواء.. من حقها أن تعمل لكن الأولوية لبيتها وأولادها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق