ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الخميس، 6 فبراير 2014

دنيا العجايب,

من حق الرجل الشرقى صاحب عقلية سى السيد أن يطلق امرأته غير المرضى عنها فى أى وقت وبمجرد كلمة بغيضة تصدر منه!
وإسلامنا الجميل لا يرضى بظلم المرأة واشترط فى سورة الطلاق وغيرها قواعد حتى يكون الطلاق معبراً عن حب مفتقد بين الطرفين، وليس نتيجة انفعال طارئ فيكون الطلاق بالمعروف أو بتعبيرنا الحديث «بشياكة»، ويظل الزوجان السابقان أصدقاء، خاصة إذا كان لهما أولاد، ولا يتحول أبغض الحلال إلى عداء مستحكم، وقضايا فى المحاكم لأنه تم فى لحظة غضب، ولم يجر فى هدوء! والآية الكريمة التى تقول: «فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف» أصبحت حبراً على ورق فى الغالبية العظمى من أحوال الطلاق! مثل تلك الآية التى تدعو إلى تدخل الأهل فى محاولة لرأب الصدع والصلح قبل استفحال الخلاف بين الزوجين، فلا نجد ذلك فى الواقع، بل يمكن لـ«سى السيد» أن يضرب بكلام ربنا عرض الحائط قائلاً بكل بساطة: تدخل الأهل سيزيد الطين بلة والأمور تعقيداً!
وإذا نظرنا إلى سورة الطلاق وما جاء فيها نجد أن العقلية الشرقية لا تعترف بها رغم أنها آيات قرآنية تتلى فى الصلوات وتقول: «يا أيها الذين آمنوا إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن، وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة» والعجيب أن هذه الآية ختمت بقوله تعالى: «وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدرى لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا»، ومع ذلك فقليلاً ما نجد من يحترم ما جاء فى القرآن فيطبق القواعد التى نص عليها الشرع فلا يطلق امرأته وهى حائض بل يجب أن يكون ذلك بعد طهر لم يمسها فيه وبعد وقوع أبغض الحلال تنفصل الزوجة فى حجرة داخل منزل الزوجية لعل الأعصاب تهدأ ويتم التراجع عن هذا الإجراء المدمر للحياة الزوجية فيعتبر وكأن لم يقع! والغريب أن الفقهاء سايروا الرجل الشرقى فى إجراءاته وحقه فى طرد زوجته فور وقوع الطلاق، وقالوا إنه يأثم ولكن حسابه عند ربه.. بالذمة هل هذا منطق أو عقل؟! ومدرسة الوسطية ومن أبرز رموزها إمام عصره شيخنا الجليل الراحل محمد الغزالى يرفض هذا الكلام ويؤكد: أن الطلاق الذى يكون مخالفاً لحدود الله يقع باطلاً ولا يعتد به.
ومن ناحية أخرى يلاحظ أن آدم أيضاً مظلوم فى موضوع الطلاق وليس حواء وحدها! وصدق أو لا تصدق هناك أكثر من مليون من الآباء لا يستطيعون رؤية أولادهم إلا مرة فى الأسبوع وفى مكان عام ولمدة محدودة! وبلغ عدد هؤلاء الأطفال سبعة ملايين أو يزيد وتلك المصيبة سببها الابتعاد عن إسلامنا الجميل مثل كل المصائب الأخرى ومع ذلك لا نجد اهتماماً بتلك البلاوى إلا قليلاً فأجهزة الإعلام مشغولة بالسياسة، وليس عندها رغبة للاهتمام بما يدمر الأسرة.. عجائب!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق