ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

السبت، 16 أغسطس 2014

عجائب عبدالقدوس

بعدما اتفقت مع صديقى رئيس تحرير مجلة «روزاليوسف» على الكتابة عن العجائب التى نراها فى حياتنا، خطر على الفور ببالى اسم تلك المطبوعة التى أصدرتها جدتى عليها ألف رحمة، رأيتها تدخل فى دنيا العجائب لأكثر من سبب! وصدق أو لا تصدق مجلة «روزاليوسف» الوحيدة فى العالم كله شرقا وغربا المسماة على اسم المؤسس، فلا توجد مجلة ولا صحيفة فى الدنيا اسمها على اسم من أصدرها إلا «روزاليوسف»، ووراء تلك التسمية قصة فقد اعتزلت جدتى التمثيل وهى فى ذروة مجدها سنة 1925م، واتجهت إلى الصحافة وفكرت فى إصدار مجلة تتناول شئون الفن.. وهداها تفكيرها إلى أن تسمى مطبوعتها الصحفية الجديدة باسمها، فهى مشهورة جدا فى عالم التمثيل ومعروفة بين الجمهور، وبمجرد أن ينادى الباعة: «روزاليوسف» فستجد القراء يتخطفونها على الفور، وهذا ما حدث بالفعل.

وبعد سنوات ثلاث، أى فى سنة 1928م، أصبحت مجلة شاملة تتناول الشئون السياسية ولا تقتصر على الفن وحده، وهكذا شقت «روزاليوسف» طريقها نحو النجاح بسرعة الصاروخ بفضل صاحبتها.

والسبب الثانى أن صاحبة المجلة لم تتلق من التعليم إلا قليلا.

فقد جاءت إلى مصر صغيرة ويتيمة قادمة من بلاد الشام، وتحديدا من طرابلس بلبنان بعد وفاة والديها، فلم تمكنها ظروفها الصعبة من دخول المدارس، ومع ذلك أصدرت مجلة كانت بمثابة مدرسة صحفية كبيرة تخرج فيها العديد من ألمع نجوم الصحافة المصرية فى القرن العشرين الميلادى.. ألا يعتبر هذا الأمر من العجائب؟!

وأخيرا فإن كلمة «روز» كلمة أجنبية اشتهرت بها على المسرح وهى باللغة العربية تعنى «وردة» ولقب أسرتها يوسف واسمها بالكامل «فاطمة محمد محيى الدين اليوسف»، ويقول أبى إحسان عبدالقدوس رحمه الله رغم أن «روز» تعبير ينتمى إلى عالم الخواجات، فإنها أصبحت مصرية 100٪، مثل الأهرامات وأبوالهول، والفضل يرجع إلى صاحبة المجلة «روزاليوسف» التى عاشت مع مجلتها حوالى 1700 أسبوع منذ أن أصدرتها فى أكتوبر عام 1925م وحتى وفاتها فى أبريل سنة 1958 عليها ألف رحمة.

الجمهور عايز كده

ومن الأسباب الأساسية لاعتزال جدتى للتمثيل فى سن مبكرة رفضها تقديم مسرحيات هابطة بحجة أن الجمهور عايز كده واعتراضها على أسلوب يوسف وهبى فى إدارة فرقة «رمسيس» التى كانت تعمل بها، ومن العجائب أن نظرية الجمهور عايز كده قد انتصرت وفرضت نفسها فى الوسط الفنى، ومعظم الفن الذى يقدم هذه الأيام يؤكد ذلك وجدتى بريئة من تلك النظرية وتمسكت دوما بالفن الرفيع، وعندما لم تجده اعتزلت وهى مستريحة الضمير واتجهت إلى الصحافة مدافعة عما تؤمن به.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق