ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأربعاء، 27 أغسطس 2014

عجايب عبد القدوس-روز اليوسف, ذكرى رحيل سعد والنحاس

ذكرى رحيل سعد والنحاس يوم 23 أغسطس.. الأول رحل عام 1928م، والثانى فى سنة 1965 والعجيبة أن خليفة هؤلاء محمد فؤاد سرج الدين مؤسس الوفد الحديث رحل هو الآخر إلى العالم الآخر فى ذات الشهر، لكن فى اليوم العاشر منه.وبهذه المناسبة أقول لحضرتك إن شخصية سعد زغلول تدخل فى دنيا العجائب لعدة أسباب، فهو ينتمى إلى عائلة من الفلاحين، ومع ذلك تزوج ابنة رئيس وزراء مصر، وتخرج من الأزهر الشريف، ورأيناه فى ذات الوقت يتقن اللغة الفرنسية ويتعلمها على كبر، وكان طوال عمره مشهورا بالاعتدال حتى إنه تم اختياره وزيرًا فى حكومات ما قبل ثورة 1919 التــى كــان يسيــطر عليها الإنجليز، والجـديـــر بالذكـــر أن شريكــة عـمـــره «أم المصريين» كما أطلقوا عليها ظل والدها رئيسًا للوزراء لمدة 13 سنة كاملة فى ظل الاحتلال البريطانى، و«زغلول» هو الذى تزوج ابنته، فلم يكن شابًا ثوريًا بأى مقياس من المقاييس!! ولذلك يدخل فى دنيا العجائب أنه أصبح ثائرًا من الطراز الأول بعدما تجاوز الستين من عمره وقاد ثورة 1919 ووقف فى وجه أنصار الاعتدال السياسى، وعلى رأسهم «عدلى يكن باشا»، وإسماعيل صدقى، ومحمد حسين هيكل وغيرهم من الباشوات الذين كانوا يبحثون عن حلول وسط، لكن سعد لم يكن يرضى إلا بتحقيق أهداف الثورة كاملة، وانتهى الأمر بإعلان استقلال مصر عام 1922 بالتحفظات الأربعة المعروفة.وثورة 1919 أراها هى الأخرى تدخل فى عالم العجائب، فقد ظل الشعب المصرى مستكينًا للاحتلال لمدة 37 عامًا إلا ثلاثة أشهر بالضبط منذ أن احتل الإنجليز الإسكندرية فى يوليو عام 1882 وحتى الثورة عليهم فى مارس سنة 1919 وظن المتابعون للأوضاع ببلادنا أن الشعب رضى بالمحتل الذى زعم أنه جاء ليعلمهم ويرتقى بهم! وفشل الزعيم مصطفى كامل فى دعوته الوطنية، فلم يلتفت إليه إلا نفر من المثقفين الأحرار، أما الأهالى والناس العاديون فقد ظلوا بعيدين متفرقين فى شئونهم اليومية، وكان قيام الحرب العالمية الأولى فرصة ذهبية لم يستغلها أحد للثورة ضد الإنجليز وهم منشغلون فى معاركهم، وفجأة اشتعلت الثورة تلقائيًا ودون ترتيب من أحد، يوم السبت 9 مارس سنة 1919 بعد القبض على سعد زغلول ورفاقه يوم الجمعة قبلها بيوم، وكانوا يتفاوضون باسم مصر لنيل استقلالها، وأزعج المعتمد البريطانى تلك التوكيلات التى كانت تتم على قدم وساق فى كل أنحاء المملكة المصرية تؤكد أن الوفد الذى يتفاوض يمثل مصر كلها، وهذا توكيل بذلك، وشعر المصريون جميعًا بالإهانة بعد القبض على ممثليهم فى المفاوضات، فانفجروا فى ثورة لم تعرفها بلادى من قبل فى تاريخها، وكانت نقطة تغيير جذرية لمستقبل مصر كلها انتقلت بمقتاضاها بلادنا إلى مرحلة جديدة من تاريخها، وهى لمعلوماتك أول انتفاضة شعبية ضد بريطانيا العظمى التى خرجت منتصرة بعد الحرب العالمية الأولى، وقال غاندى بطل الهند ومحررها إنه تأثر كثيرًا بما جرى فى مصر وثورتها العظيمة، وهكذا الشعب المصرى قد يصبر طويلاً جدًا لكنه لا ينسي حقوقه ويرفض أن يدوم الظلم إلى ما لا نهاية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق