ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأربعاء، 20 أغسطس 2014

حوار مع حائر - أخبار اليوم,

صاحبي من أنصار ثورة يوليو ومن عشاق جمال عبدالناصر، وكل واحد بالطبع حر في أفكاره، لكن لا يعجبني فيه أنه يعتقد أن «ناصر» باني مصر الحديثة، وينكر كل الأنظمة التي سبقته!! وبمناسبة ذكري وفاة سعد والنحاس يوم ٢٣ أغسطس ـ يعني النهاردة ـ دار حوار عاصف بيني وبينه، فهو يظن أن النظام الملكي القديم لم يقدم شيئاً لمصر، وساده الاقطاع والملكية الفاسدة والاحتلال الإنجليزي!قلت له: أنت بذلك تظلم تاريخ مصر، وبلاش العقلية الفرعونية حيث يحاول كل حاكم أن يحتكر الأمجاد وينسبها لنفسه وينكر ما قبله.وأضفت قائلا: سعد والنحاس من زعماء مصر العظام.. وصحيح أنه كانت هناك سلبيات متعددة في العهد القديم، لكن رأينا إيجابيات تحسب لمصر كلها.وقلت له: ثورة ١٩١٩ من أعظم الثورات التي شهدتها بلادي في تاريخها، وكانت السبب في نقلة حضارية كبري دخلت بها بلادنا العصر الحديث، وانظر إلي عمالقة الفكر والثقافة والفن والأدب والسياسة لتتأكد من ذلك.قاطعني قائلا: لكن خيرات البلد كلها كانت تذهب إلي الباشوات الذين احتكروا الحياة السياسية والاقتصادية في مصر.قلت له: كلامك هذا من تأثير الدعاية الناصرية الكاذبة، التي لم يؤيدها الواقع. وشرحت له ما أعنيه قائلا: ثورة ١٩١٩ العظيمة ترتبت عليها صفحة جديدة في تاريخ مصر قوامها دستورجديد وحديث صدر عام ١٩٢٣ وهو من أعظم الدساتير المصرية حتي هذه اللحظة، وترتب عليه تغير الأوضاع السياسية بالكامل وظهور طبقة الأفندية القادمين من الطبقة الوسطي، والعديد منهم تبوأ قمة الحياة السياسية مثل سعد زغلول والنحاس وأحمد ماهر والنقراشي وغيرهم وغيرهم من عشرات السياسيين الذين ينتمون إلي الفلاحين أو إلي الأسر ذات الإمكانيات المحدودة.وأضفت قائلا: وخلال تلك الفترة التي يمكن تسميتها بالعصر الليبرالي وهي الفترة الممتدة من ثورة ١٩١٩ وحتي سنة ١٩٥٢ عاش أقباط مصر عصرهم الذهبي ورأيناهم في أدوار أساسية في مختلف المجالات، وكان دورهم عظيما أثناء ثورة ١٩١٩، وكذلك ظهرت صحافة مصر الحديثة، ومعظم عمالقة الصحافة ظهروا خلال هذه الحقبة. إنها فقرة ثرية في تاريخ مصر برغم كل السلبيات التي شابتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق