ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأحد، 17 مارس 2013

أولاد البلد - الوفد, فى الليلة الظلماء يفتقد البدر

فى هذه الأيام بالذات تذكرت قائد ثورة 1919 سعد باشا زغلول، كان في المنفي بعد إلقاء القبض عليه بواسطة الاحتلال الإنجليزى! وثار شعب مصر ثورة لم تخطر علي بال أحد أبداً، وكانت أول انتفاضة شعبية ضد الإمبراطورية العظمى البريطانية التي خرجت منتصرة من الحرب العالمية الأولى! وقال «غاندى» الذي قاد الهند نحو الاستقلال إنه تأثر كثيراً بالثورة الماضية وكانت مصدر إلهامه.
وهناك حكمة جميلة تعجبني تقول: في الليلة الظلماء يفتقد البدر، يعني الدنيا «ضلمة».. أين البدر أو القمر الذي يضىء السماء والطريق للحائرين!، وتلك المعانى الجميلة تذكرتها وأنا أتابع أحوال بلادى المتردية، فنحن نحتاج إلى قائد من طراز سعد زغلول يجمع شتات الأمة حوله، وثورتنا الخالدة التي قامت سنة 2011 لم يكن لها زعيم، بل شاركت فيها كل التيارات السياسية وتلك كانت ميزة فى البداية لكنها أصبحت من السلبيات الكبيرة في حياتنا السياسية، لأن أصحاب الثورة افترقوا سريعاً، ودبت بينهم الخلافات واختلفت المواقف بسبب غياب قائد قادر علي جمع كل هذه التيارات حوله تحت راية مصر.
وحالياً يمكن تقسيم القوي الموجودة في الساحة السياسية إلي خمس فرق أكبرها «حزب الكنبة» الذي يضم الناس البعيدين عن السياسة ولا يشارك في أي احتجاجات وساخط علي أوضاع البلد وحالها المتردى، وهناك التيار الإسلامي بمختلف فصائله، وفي مواجهته جبهة الإنقاذ وتضم هي الأخري عدة أحزاب، وهناك القوى الثورية الأكثر تطرفاً، التي تتطلع إلي اقتلاع النظام الحاكم كله بالعنف والدم! يعني هدم مصر علي رؤوس أهلها!! ومعهم البلطجية والفتوات الذين لا صلة لهم بالثورة، بل غالباً نجدهم يشعلون الحرائق والعنف بأجر معلوم!
وكنت أتصور أن الرئيس محمد مرسي سينجح في ردع العنف، وجذب كل القوي علي اختلاف مشاربها حوله، يعني يصبح قائداً للأمة، لكنه للأسف لم ينجح في أي من تلك المهام الصعبة، فالأمن مفتقد تماماً، ولا يوجد أي تصدٍّ حقيقي للخارجين علي القانون، بل تجدهم يفرضون سطوتهم، ويقومون بقطع الطرق والكبارى والاعتداء على الفنادق ووقف المواصلات، والبلد في وضعها الحالى مقسمة بطريقة لم يسبق لها مثيل.. وأتساءل مع غيرى: إلي متي تستمر تلك الأوضاع المتردية؟ وهل من مخرج قريب؟ أم أن بلادي ستشهد معجزة أخرى غير متوقعة مثل ثورة يناير تقلب الأوضاع رأساً علي عقب؟!
الأيام القادمة كفيلة بالإجابة علي هذا السؤال، ويا رب تستر علي بلدنا.
 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق