جريدة الحرية و العدالة - تساؤلات, حد فاهم حاجة ؟

ما جرى فى ميدان التحرير الأيام الماضية دفعنى إلى التساؤل "هو فيه حد فاهم حاجة "!! وقبل شرح ما أعنيه أقول لحضرتك : " لو كنت ناسى أفكرك" فقد كتبت فى هذا المكان قائلا لك: عندى شعور بأن الدولة لا تريد فض اعتصام التحرير حتى تسىء إلى الثورة ذاتها فالموجودون هناك حاليا مجموعة من البلطجية وأطفال الشوارع والباعة الجائلين ، وهؤلاء الذين لا يجدون مأوى ، فاتخذوا من هذا المكان سكنا لهم.وسلوك الشرطة تجاه هؤلاء عجيب وغريب .. وأتساءل : فيه حد فاهم حاجة ؟ فالبوليس شن عليهم اكثر من غارة بعد الفجر قام خلالها بالقبض على بعضهم وفتح الميدان للمرور وبدلا من أن يبسط سيادته على المكان بعد ذلك ينسحب فجأة ، ويعود البلطجية بعد ذلك ليسيطروا على الوضع من الجديد، ويغلقوا التحرير، وكأنها لعبة القط والفأر بينهما وأسأل نفسى مع غيرى "فيه حد فاهم حاجة "؟ وما الذى يدفع الشرطة إلى الانسحاب من هناك ؟.وأخيرا رأينا أهالى المنطقة وأصحاب المحلات الموجودة بعدما اصابهم اليأس من مساندة الدولة لهم قرروا أن يأخذوا حقهم بأيديهم "ومفيش حد أحسن من حد"، فهذا الأمر تكرر أكثر من مرة فى مختلف أنحاء البلاد، حيث الناس ينتقمون من المجرمين بأنفسهم بديلآ عن الدولة الغائبة ، ورأينا فى التحرير هجوما ليليا على البلطجية المعتصمين هناك ، وقاموا بحرق خيامهم وفتح كل المداخل المغلقة بالميدان ، ولم أستطع أن أدين هذا الهجوم أو أقول لكل من شارك فيه. "انت غلطان" فإغلاق الميدان رمز الثورة زمان غير مقبول بكل المقاييس ، والمشهد أصبح مسخة وعارا علينا جميعا، ومن الضرورى عودة الحياة الطبيعية إلى هناك ، ولأن الشرطة لا تقوم بواجبها فقد تحرك الأهالى بالنيابة .. حد فاهم حاجة؟. -