حوار مع حائر - أخبار اليوم,

ربنا يرحم والدك إحسان عبدالقدوس ألف رحمة‮! ‬أنه‮ ‬السبب في هذا الذي نراه بالصحافة حاليا‮.. ‬ولا أدري هل هذا في صالح المهنة أم مصيبة عليها‮!! ‬هذا ما قاله صديقي الحائر وأضاف يا عمنا أنت تعلم ماذا أقصد وتفتخر‮ »‬بهذا الفتح‮« ‬الذي قدمه والدك لمهنة المتاعب‮!‬قلت له‮: ‬ما فعله أبي كان بمثابة ثورة بحق وحقيقي،‮ ‬وقبل إحسان عبدالقدوس كانت الكتابة السياسية متخصصة لا يقدر عليها إلا رؤساء التحرير وكبار الكتاب،‮ ‬ودوما كانت مليئة بالمعلومات وليس مجرد رأي شخصي،‮ ‬وجاء والدي الحبيب ليقلب تلك المنظومة رأسا علي عقب وابتكر ما اسماه‮ »‬علي مقهي في الشارع السياسي‮« ‬عبارة عن كلام بين اثنين عجوز يحاور شابا في سن ابنائه وأحفاده يعني حوار بين اجيال كل منهم يدلي برأيه في احوال البلد،‮ ‬مع ان كلاهما‮ ‬غير متخصص في الشئون السياسية،‮ ‬لكنه يتحدث كمواطن‮! ‬وهكذا فتح الباب امام الجميع بعدما كان مقتصرا علي النخبة فقط‮! ‬وتلك الفكرة المبتكرة بدأها بمجلة‮ »‬أكتوبر‮« ‬عند انشائها سنة‮ ‬1976م،‮ ‬كان يرأس تحريرها صديقه أنيس منصور بدعم من الرئيس أنور السادات،‮ ‬ثم نقلها إلي جريدة الوفد مع بداية صدورها سنة‮ ‬1984م‮.‬قال صديقي الحائر ساخطا‮: ‬وأصبح الباب مفتوحا لكل من هب ودب للكتابة في السياسة‮!! ‬وكل صحفي عايز يثبت وجوده ويكون له عمود رأي ويفتي فيما لا يعلمه مع انه قد يكون حديث التخرج ولم يمض علي عمله الصحفي سوي بضع سنوات ومع ذلك يصر ان يكون صاحب رأي بدلا من ان يتفرغ‮ ‬لعمله الصحفي ويثبت جدارته أولا في مجاله الأساسي‮.‬قلت له‮: ‬الدنيا تغيرت تماما عن زمان‮.. ‬انا شخصيا اصبح لي عمود‮  ‬رأي ثابت مع بداية جريدة الوفد سنة‮ ‬1984‮ ‬بعد احدي عشرة سنة من العمل في الصحافة وهذا المكان الذي اكتب فيه حاليا حصلت عليه بعد اكثر من ثلاثين عاما من تعييني بأخبار اليوم،‮ ‬ولكن حدثت ثورة كبري في مجال الاتصالات وكل إنسان يكتب رأيه حاليا بالمواقع الالكترونية،‮ ‬فكان من الطبيعي ان ينعكس ذلك علي الصحافة‮. ‬والقارئ وحده هو القادر علي تمييز الغث من الثمين‮.‬