ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

السبت، 16 مارس 2013

المصري اليوم- كلام في الحب،, امرأة شرقية وعصرية

أراهن أن حضرتك أصابتك الدهشة من العنوان، وتساءلت هل يمكن أن تكون المرأة المصرية شرقية وعصرية فى ذات الوقت؟ وقبل الإجابة وذكر نموذج عملى لما أعنيه أقول لك إن المقصود بها سيدتى التى تحافظ على التقاليد وتجدها إنسانة محافظة، وفى ذات الوقت تعيش عصرها ومنفتحة على المجتمع وتهتم بشؤون بلدها.
ولست مستعداً للدخول فى جدل بيزنطى، ولكن أقدم لك السيدة «صفية زغلول» كنموذج، وفى مثل هذه الأيام من سنة 1919 كان دورها غاية فى الأهمية بعد اعتقال زوجها يوم 8 مارس، وفى اليوم التالى مباشرة السبت 9 مارس انفجرت ثورة الشعب بعدما ظل مستسلما للإنجليز الذين احتلوا مصر سنة 1882م، وبعد 36 سنة انفجر الشعب فى وجه الممثل الذى اعتقل قائدهم سعد باشا زغلول، وفتحت صفية زغلول منزلها الذى تسكن فيه للشعب، وكان يسمى بيت الأمة، وأصبح ملتقى الأحرار، ومنه كانت تنطلق خطط الاحتجاجات والثورة، ورأينا زوجة الزعيم ثورية من الطراز الأول، مع أنها فى حياتها الخاصة لم تكن كذلك، بل كانت تسمع وتطيع لزوجها الرجل العظيم من منطلق حبها واحترامها وتقديرها له، فقد عرف كيف يحتويها، وليس لأنه «سى السيد»! ويكفى أن تعلم مثلاً أنها كانت مخاصمة لأدوات الزينة بطلب من شريك العمر الذى قال لها يوماً فى بداية الحياة الزوجية: أريد أن أراك دوماً كما خلقك الله، ومفيش أجمل من خلقة ربنا.
ومما يزيد من احترامى لهذه المرأة أنها كانت تنتمى لعائلة أكثر ثراء ونفوذاً وقوة فى المجتمع من أسرة زوجها، فوالدها ظل رئيساً للوزراء مدة 13 سنة كاملة، وهو رقم قياسى بالطبع بينما والده مجرد عمدة فى قرية، وسعد زغلول بنى نفسه وشق طريقه للنجاح بجهوده وحدها بعدما تخرج فى الأزهر حتى أصبح من الباشوات الذين يشار إليهم بالبنان قبل الثورة.
وكان من المفترض أن تتكبر زوجته عليه، أو على الأقل تقف منه موقف الندية، لكن الحب عندما يجمع بين اثنين لا يعرف ذلك التحدى لأنهما فى النهاية شىء واحد، وسعادتها تنبع من سعادته والعكس صحيح.. أليس كذلك؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق