جريدة الحرية و العدالة - تساؤلات, حالة وحيدة استنائية جدا

هناك حالة واحدة فقط سيضطر الجيش فى حالة حدوثها -لا قدر الله مليون مرة- أن يمسك فورا بزمام الأمور فى البلد لمنع انزلاق مصر إلى الفوضى الكاملة.
وقبل شرح ما أعنيه أقول لك إن الأمر فى هذه الحالة لا يتعلق بالصراع بين التيار الإسلامى والعلمانى، بل هو خطر داهم يهدد بلادنا، وضربة قاتلة لثورتنا.
فالثورة المصرية أدت إلى خراب بيوت من كانوا يحكموننا، سواء من رجال السلطة او المال أو الأمن ، ويكفى أن تعلم أ ن هناك أكثر من ألف من ضباط أمن الدولة أحيلوا إلى التقاعد بعد الثورة ، وفقدوا نفوذهم والمبالغ الطائلة التى كانت تدخل جيوبهم.
وإوعى حضرتك تستبعد فكرة إن شياطين الإنس يريدون الانتقام لما جرى لهم ، سواء هؤلاء الذين هربوا إلى لندن أوالإمارات ، أو المقيمون ببلدنا بلا حول لهم ولا قوة ، فالعديد منهم -إن لم يكن كلهم - يريدون هدم مصر على رءوس أهلها، وإذا لم تفلح محاولات بعض القوى العلمانية لدفع الجيش إلى صدارة المشهد السياسى من جديد، وهى بالتأكيد لن يكتب لها النجاح كما أخبرتك من قبل ، فإن هناك فكرة شيطانية أخرى تراود البعض من هؤلاء، وتتمثل فى محاولة اغتيال الرئيس ذاته.
وتلك بالطبع ستكون مفاجأة صاعقة للجميع ، وفى هذه الحالة المأساوية الاستثنائية جدا ستعلن حالة الطوارئ فى البلاد، ويضطر الجيش اضطرارا إلى الإمساك بزمام السلطة فورا لأنه درع الوطن الذى يقدره ويحترمه.
وإذا قلت لكن هذا احتمال ضعيف ، وعلينا استبعاده ، أقول لك: تبقى غلطان لأن هؤلاء الشياطين لن يتورعوا عن فعل أى شىء من أجل الانتقام لما جرى لهم على يد الثورة المصرية.
فالمطلوب إذن أن نأخذ هذا الأمر بطريقة جادة جدا ، ويتم تشديد الحراسة على الرئيس ، وسد جميع الثغرات التى يمكن أن تتيح للمجرمين النيل من حياة رئيسنا ، وغدا بإذن الله عندى كلام مهم فى هذا الموضوع.