ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الخميس، 7 مارس 2013

المصري اليوم, شيخ «بيحب حقيقي»

يوم السبت ذكرى إمام عصره الشيخ محمد الغزالى، عليه ألف رحمة، الذى رحل عن الدنيا الفانية إلى الحياة الخالدة سنة 1996 عن عمر يناهز التاسعة والسبعين. وفى رأيى أنه نجح فى تقديم صورة حلوة لإسلامنا الجميل، وسر نجاحه أنه كان يحب «بحق وحقيقى» كل القضايا التى عاش من أجلها ودافع عنها بحرارة، فهو ليس مجرد واعظ تقليدى.
وأشرح ما أعنيه بذكر أمثلة واقعية، فهو من أبرز العلماء الذين تبنوا الديمقراطية ودافعوا عنها فى وجه الاستبداد السياسى من ناحية، والعقلية المتشددة التى ترفض الاعتراف بها، وتقول تكفينا الشورى الإسلامية!
وكان شيخنا محمد الغزالى «عاشقاً» للحريات العامة، ويرى أنه لا تناقض بين النظام الديمقراطى وما جاء به الإسلام، بعكس غيره الذى يرى الانتخابات بدعة، ويعطى للحاكم سلطات هائلة باسم الدين لا يعرفها من يحكم البيت الأبيض بواشنطن أو سيد الكرملين فى موسكو!! ويتساءل إمام عصره رحمه الله: إذا كان الحاكم هو الذى يعين أعضاء البرلمان وفقاً لمفهوم أهل الحل والعقد، ثم إن رأيهم استشارى لا يلزمه، فهل هذه هى الشورى أم أنه الاستبداد بعينه؟!
والشيخ محمد الغزالى، رحمه الله، كان «بيحب» بحق وحقيقى حقوق المرأة ويدافع عنها باستماتة فى مواجهة سى السيد أو عقلية الرجل الشرقى، وكتابه «المرأة بين التقاليد الراكدة والوافدة» نموذج رائع لما أعنيه، وصدق أو لا تصدق هناك آيات فى القرآن الكريم معطلة عن العمل لأنها تنحاز للمرأة، وهذا ما يرفضه سى السيد مثل تلك التى تتحدث عن الطلاق، وهناك سورة كاملة واردة فى هذا الموضوع، وكذلك هؤلاء الذين يرفضون إعطاء المرأة حقها الشرعى فى الميراث الوارد بالقرآن الكريم، وإغلاق باب محاولة التصالح قبل الإقدام على الطلاق الذى هو أبغض الحلال إلى الله.
وعن أمثال هؤلاء الذين يسيئون إلى ديننا قال الشيخ محمد الغزالى، رحمه الله تعبيراً رائعاً يعجبنى جداً: «فالإسلام تجارة ثمينة وقعت فى يد تاجر خائب». ومن فضلك تأمل هذا التعبير مرة ثانية بعدما تنتهى من قراءة المقال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق