جريدة الحرية و العدالة - تساؤلات, رفضت أن تصبح " خواجية

بدأت الكتابة عن جدتى روز اليوسف فى ذكرى وفاتها يوم 10 إبريل الماضى ، وقلت لحضرتك إننى أكتب عنها لأقدم لك ما لا تعرفه عنها، فهى امراة استثنائية بكل المقاييس ، ولكن الأهم استخلاص الدروس والعبر من سيرتها والمطلوبة جدا فى أيامنا الصعبة التى نعيشها حاليا ، واول درس يتمثل فى الفن النظيف واهمية الفنان الملتزم ، وامس تحدثت معك عن علاقتها الجيدة بالمسيحيين والأقباط الذين كانوا حولها ، وهو أمر بالغ الأهمية فى هذه الأيام بالذات " حيث إنه من الواضح أن هناك فجوة بين أبناء الوطن الواحد نفذت منها الفق الطائفية التى تتوالى علينا والجدير بالذكر ان جدتى اسمها الحقيقى "فاطمة محمد محيى الدين اليوسف " من أسرة مسلمة سنية بشمال طرابلس فى بلاد الشام ، فكيف تحولت إلى روز اليوسف ؟ هناك أكثر من قصة فى هذا الموضوع ، ولكن أكثر الروايات ترجيحا والتى أميل إليها ان ذلك حدث عندما لهدأت فى التمثيل ، وكان لا بد من البحث عن اسم مسرحى لها يكون حذابا ولافتا للنظر، ويلاحظ اسم فاطمة يحمل اسم بنت النبى عليه الصلاة والسلام فله نوع من المهابة والقدسية ، وأكثر من فنانة تحمل هذا الاسم قامت بتغيير اسمها، ولا تجد فى تاريخ السينما والمسرح سوى "فاطمة رشدى ،1 التى حققت نوعا من النجاح وكانت موجودة أيام المطرب محمد عبد الوهاب ، وربنا يرحم الجميع ، وكل من حملن أسماء بنات الرسول عليه الصلاة والسلام أو زوجاته لا نجدهن فى الفن إلا استثناء جدا ، وعلى رأسهن بالطبع كوكب الشرق أم كلثوم التى بدأت مسيرتها بالغناء الدينى والقصائد والتواشيح ا ا واستقر اسم جدتى فى النهاية على كلمة "روز"، ويعنى وردة باللغة الأجنبية وقد كانت كذلك بالفعل ، فهو اسم لائق بها تستطيع أن تنطلق به فى عالم المسرح ، وكان معظم ما يمثل فى ذلك الوقت مقتبسا من الروايات الأجنبية-خاصة الفرنسية - بعد تمصيرها، يعنى جعلها مصرية وكأنها مكتوبة فى مصر، ولفت نظرى جدا ا ن جدتى رفضت أن تصبح "خواجية "ا ا فقد أصرت على الاحتفاظ باسم عائلتها " اليوسف " وتمسكت بجذورها رغم أنها لم تر أبويها ، وهكذا أصبح اسمها ،1 روز اليوسف " وهذا درس جديد مستفاد ، وقال لى أبى -رحمه الله - اسم جدتك يبدو أجنبيا ولكنه اصبح مصريا شامخا كالهرم بفضل صاحبته -