المصري اليوم- كلام في الحب،, ضرب حواء فضيحة لآدم

قال لى صاحبى: واضح أنك ضد حق الزوج فى تأديب امرأته باعتباره سيداً على منزله، وعليها أن تطيعه!!
قلت له: تلك هى عقلية سى السيد وإسلامنا الجميل برىء منها، بل هى تقاليد ما أنزل الله بها من سلطان.
رد بغضب: أنت من أنصار المساواة الكاذبة على طريقة الخواجة، والمثل الشعبى يقول: «المركب اللى فيها ريسين تغرق» والإسلام واضح فى أن للرجل الكلمة الأولى على بيته وله القوامة على امرأته، ثم تلا الآية القرآنية الكريمة رقم ٣٤ التى جاءت فى هذا الخصوص بسورة النساء: «الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض، وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتى تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن فى المضاجع واضربوهن، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان عليا كبيرا».
أمسكت بأعصابى وقلت له فى هدوء مفتعل: أنت وأمثالك من الذين يسيئون إلى إسلامنا الجميل تفهمون تلك الآيات بما يتفق ومزاج الرجل الشرقى!! وبينى وبينك عصر الرسول عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام، فلم يعرف عن أحد منهم أنه اعتدى على امرأته بحجة أن الرجال قوامون على النساء! فضرب حواء فضيحة لآدم وعار عليه!
وقال العلماء الثقاة إن القوامة تعنى المسؤولية، ولكن للأسف عندنا فى الشرق فهمنا ذلك على أنه يعنى سلطات مطلقة للرجل!! فإذا كان مسؤولاً فى عمله فمن واجب الجميع السمع والطاعة دون مناقشة! وكذلك فى بيته فهو هناك ضابط كبير برتبة «مشير» بينما امرأته مجرد «خفير»!!
وقلت لصاحبى المتشدد: تلك هى عقلية فرعون وهى أحد أسباب البلاء الذى نراه فى كل مكان من بلاد الشرق ابتداء من الحاكم المستبد إلى المسؤول فى عمله والزوج داخل بيته. فكل واحد منهم بمثابة فرعون إذا كان منهجه هو الاستبداد ويصر على أن يفرض سطوته على غيره!!
وأضفت قائلاً له: أنت تفسر القرآن على مزاجك.. فضرب المرأة الذى تصر على أنه حق للرجل استثنائى جداً وهو خاص بالمرأة الناشز فقط والغالبية الساحقة من بنات حواء محل تقدير واحترام من أبناء آدم. وسيدتى فى إسلامنا الجميل على قدم المساواة مع الرجل وليست مواطن درجة ثانية إلى جانب حضرته!!
وفى الأسبوع القادم بإذن الله موعدى معك لشرح تلك الآية الكريمة التى تتحدث عن القوامة، ورأى علماء الإسلام الثقاة فى هذا الموضوع وأنا متأكد أن رأيهم هذا سيعجب القراء جداً.