ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الخميس، 18 أبريل 2013

المصري اليوم, الشيخ محمد الغزالي وزعيمات الدنيا

بالأمس، شيعت بريطانيا المرأة الحديدية فى جنازة مهيبة. «مارجريت تاتشر» أول من تولت رئاسة الحكومة، وكانت قبل ذلك مقتصرة على «بنى آدم»! وأستاذى، وتاج رأسى - الشيخ محمد الغزالى - عليه ألف رحمة - له تعبير قوى جداً عن «مارجريت تاتشر» قاله فى عز سطوة الاستبداد السياسى على العالم العربى، حيث وصفها بأنها أشرف وأكثر صلاحية للقيادة من حكام بلاد أمجاد يا عرب أمجاد!! وغالبيتهم العظمى جاءوا بالتوريث أو القوة والانقلابات العسكرية.
وكان هذا الكلام الحاد من الشيخ الجليل رداً على من زعم أن المرأة لا تصلح للحكم، مستدلاً بقول الرسول - عليه الصلاة والسلام - فى حديث صحيح: «لن يُفلح قوم ولوا أمرهم امرأة»! وشيخنا يرد على هذا القول بأمور ثلاثة، أولها أنه من الطبيعى أن تكون قيادة الدول للرجال، ولاحظ حضرتك أن المرأة لم تصل حتى هذه اللحظة إلى الحكم فى الولايات المتحدة الأمريكية ولا فى فرنسا التى اشتهرت بتدليل النساء! والغالبية العظمى من بلاد الدنيا يحكمها رجال، ووصول حواء إلى قيادة الدولة أمر استثنائى حتى الآن.
وفى عصرنا الحديث نجد الشعب هو الذى يختار من يريده، فإذا اختار امرأة لتقوده، فلا تستطيع أن تقول: لن يُفلح قوم ولوا أمرهم امرأة!! فهذا غيرصحيح لسببين، أولهما أن حكم الفرد قد انتهى، وما نراه حالياً فى الدول «المحترمة» هو حكم المؤسسات، والأمر الثانى أن الواقع أثبت أن حواء جديرة بالقيادة، ويذكر الشيخ محمد الغزالى - رحمه الله - أمثلة لزعيمات الدنيا فى النصف الثانى من القرن العشرين الميلادى، وعلى رأسهن أنديرا غاندى فى الهند التى هزمت جنرالات باكستان الذين كانوا يحكمون بلادهم بالحديد والنار «وجولدامائير» الصهيونية التى تقود دولة قامت على أنقاض فلسطين العربية، وللأسف انتصرت على الحكام المستبدين فى عام 1967، وكانت هزيمة مؤلمة للعرب، بل فضيحة «بجلاجل»، ومع ذلك أطلقوا على تلك الكارثة اسم نكسة!!
ويقول الإمام الكبير: وفى القرن التاسع عشر الميلادى بلغت الإمبراطورية البريطانية ذروة مجدها فى عهد الملكة «فيكتوريا». وأقول من عندى إنه بعد وفاة الشيخ الغزالى أنقذت امرأة تدعى «ميجاوتى سوكارنو» إندونيسيا، كبرى الدول الإسلامية، من حرب أهلية مؤكدة، عندما تولت الحكم فى نهاية القرن العشرين الميلادى.
وأنتقل إلى النقطة الثالثة البالغة الأهمية فى هذا الموضوع، وتتمثل فى قول إمام عصره إنه يستحيل أن يقع تناقض بين الواقع والقرآن الكريم وكلام المعصوم نبى الإسلام - عليه الصلاة والسلام - الموحى إليه من السماء، ولذلك فإن الحديث الشريف سالف الذكر خاص بالمناسبة التى قيل فيها فقط، ولا يمكن أن يكون حكماً عاماً يمتد عبر التاريخ، وقد ذكر أن الفرس الذين توالت عليهم الهزائم من دولة الروم وقتل قائدهم لم يجدوا سوى فتاة تنتمى إلى الأسرة الحاكمة لا تدرى من أمرها شيئًا لتقود الفرس، فتعجب نبى الإسلام من هذا الوضع جداً وقال: «لن يُفلح قوم ولوا أمرهم امرأة». فتلك العبارة التلقائية صدرت فقط تعليقاً على هذا الوضع الغريب الشاذ!! بدليل أن القرآن الكريم ذاته سبق أن أشاد بملكة سبأ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق