جريدة الحرية و العدالة - تساؤلات, معجزة من عند ربنا

اخبرتك أمس أن جدتى السيدة روز اليوسف كانت امرأة فريدة من نوعها ، او بالتعبير العامى إنسانة "فلتة"، وإليك قصتها التى تدخل فى باب صدق أو لا تصدق ؟ لتذكد بنفسك مما أقوله . ولدت فى طرابلس بشمال لبنان أواخر القرن التاسع عشر الميلادى، وماتت أمها بعد ولادتها مباشرة / أما والدها "محمد محيى الدين اليوسف " فقد كان تاجرا له تجارته الواسعة بالإمبراطورية العثمانية ، ولم يكن يستقر فى مكان واحد، فترك ابنته عند جيرانه ليقوموا بتربيتها مقابل مبلغ من المال ، وفى أوائل القرن العشرين الميلادى مات الأب وكانت ابنته "فاطمة اليوسف "، شقية وعفريتة وهى صغيرة . ويبدو ان هؤلاء الجيران لم يحتملوها وكان هناك لبنانى مهاجر إلى البرازيل فاتفقوا معه على تبنى هذه الفتاة الشقية ، ووصلت الباخرة التى تقله إلى الإسكندرية قادمة من بيروت فى طريقها إلى أمريكا الجنوبية ورأى هذا المهاجر أن تلك البنت العفريتة ستكون عبئا عليه فقرر التخلص منها.
ووجد صديقا له اسمه "إسكندر فرح " يعمل فى المسرح عنده أربع بنات ، فقال له وأنا عندى لك واحدة خمسة هدية منى لك!! يتيمة بلا أب ولا ام ووافق أبو البنات على أن يضمها إلى أسرته ، وهكذا نشأت فى مصر ليس لها أقارب على الإطلاق ، يعنى مقطوعة من شجرة بالتعبير العامى!! والبيئة التى عاشت فيها صعبة جدا مليئة بالانحلال والفساد ومع ذلك أثبتت وجودها ونجحت وتألقت ، سواء فى المسرح أو الصحافة كيف حدث ذلك؟ الإجابة .. معجزة من عند ربنا وغدا موعدى معك لأكمل كيف بدأت التمثيل، فدورها الأول غريب جدا ولم يسبق له مثيل أبدا حتى هذه اللحظة ، وكان بمنزلة مفاجأة للجميع.